غزة والمدرب الاسبانى   بيب غوارديولا: المدرب الذي لم يكتفِ بكرة القدم

غزة والمدرب الاسبانى بيب غوارديولا: المدرب الذي لم يكتفِ بكرة القدم

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 

غزة والمدرب الاسبانى 

بيب غوارديولا: المدرب الذي لم يكتفِ بكرة القدم

 مقدّمة

image about غزة والمدرب الاسبانى   بيب غوارديولا: المدرب الذي لم يكتفِ بكرة القدم

               في عالمٍ تتزاحم فيه الأضواء على إنجازات الملاعب، يبرز اسم **بيب غوارديولا** لا بصفته أحد أنجح المدربين في التاريخ فحسب، بل بصفته **إنسانًا صاحب موقف وضميرٍ يقظ**. - فمنذ بداياته في برشلونة وحتى مجده مع مانشستر سيتي، ظل غوارديولا يعبّر عن رؤيته للعالم: -  «كرة القدم انعكاس للحياة، ولا يمكن للإنسان أن يكون ناجحًا في الملعب وهو صامت أمام الظلم خارجه.» -و  من صفاته أيضًا الصمت المدروس أحيانًا، والحزم في مواقف تتطلب الجرأة، مع قدرة على التأمّل العميق والتعبير الشعري أو الرمزي.

 اولا :مواقفه تجاه فلسطين**ونبذة الحروب والنزاعات 

يوصف بيب غوارديولا  بانه  * حساس تجاه الظلم والمعاناة، وقد تجلى هذا في مواقفه المتكررة ضد الحروب والاعتداءات وسقوط المدنيين.

فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، عبّر غوارديولا عن **موقف إنساني واضح وصريح**، بعيد عن الشعارات السياسية.

في يونيو 2025، نال غوارديولا درجة الدكتوراه الفخرية من **جامعة مانشستر**، وألقى خطابًا مؤثرًا عن الحرب على غزة، قال فيه:

 «ما يحدث في غزة يؤلمني جسدي كله، لأن ما يصيب الإنسانية يصيبنا جميعًا. الأمر ليس سياسيًا، بل مسألة حبٍّ للحياة والعناية بالجار»

كما دعا غوارديولا جماهير نادي **برشلونة** – مدينته الأم – إلى المشاركة في مظاهرات سلمية داعمة لغزة، مؤكدًا أن «الصمت في وجه القتل هو مشاركة فيه».

وفي أكثر من مناسبة، انتقد الازدواجية الغربية في التعاطي مع معاناة الشعوب، قائلًا إن «الإنسانية لا تُجزّأ، ومن يؤمن بالحرية لا يختار ضحاياه».

 

 ثانيا :مواقفه الداعمة لغزة ( تصريحات بارزة)

ابرز تصريحاتة 

  «ربما نعتقد أن قتل الأطفال من عمر أربع سنوات بالقنابل أو في مستشفىٍ لم يعد مستشفى… ليس شأننا. لكن احذروا — قد يكون الطفل التالي لنا.» ([WTOP News]

* تحدث عن تأثره النفسي: كيف أنه عندما يرى أولاده – ماريا، مريوس، فالنتينا – يتذكر الأطفال في غزة، معبّرًا عن خوفه من أن ما يحصل في بعيد قد يصبح قريبًا. ([WTOP News]

* استخدم قصة “الطائر والحريق” كمجاز: الطائر يعلم أنه لن يطفئ النار لكنه يرفض أن يبقى بلا فعل؛ فالفعل الصغير مهم في مواجهة الكارثة. ([WTOP News]

* وصف ما يحدث في غزة بأنه “مأساة إنسانية” ينبغي أن تعبّر عن ضمير العالم، وليس مجرد تضامن بلا فعل. ([Al Jazeera]

الغوارديولا لا يدّعي أنه قد يغيّر كل شيء، لكنه يرفض أن يكون متفرّجًا. وما بين دوره كمدرب محنك وإنسان حساس، يجمع بين أجمل ما في الأداء والتأمل، بين الفوز والموقف، بين الكرة والكرامة.

ثالثا :غوارديولا الإنسان والمفكر

على الرغم من شهرته الرياضية، يُعرف غوارديولا بعمق ثقافته واهتمامه بالفكر والفنون.

فهو قارئ نَهِم في الفلسفة والتاريخ، يستشهد بكتابات **جورج أورويل** و**ألبرت كامو**، ويعتبر أن «الفكر النقدي» هو ما يجعل الإنسان مسؤولًا لا تابعًا.

يصفه المقربون بأنه **هادئ، صارم، مثالي النزعة**، يبحث عن الكمال في كل تفصيلة، لكنه في الوقت ذاته **عطوف، شديد الحساسية تجاه الظلم والمعاناة**.

وهذا ما يفسّر انخراطه في مواقف إنسانية تتجاوز المستطيل الأخضر.

رابعا : التحول إلى مدرب وإنجازاته الكبرى

* بعد اعتزاله اللعب، بدأ غوارديولا العمل في التدريب، حيث تولى تدريب فريق برشلونة الرديف (Barcelona B) ثم الفريق الأول. 

* في موسم 2008-2009، حقّق أول إنجاز كبير حين قاد برشلونة للفوز بـ **الدوري الإسباني**، و**كأس الملك**، و**دوري أبطال أوروبا** في موسم واحد (التريبل). 

* خلال إدارته لبرشلونة (2008–2012)، حصد الفريق تحت قيادته 14 لقبًا متنوعة: بطولات الدوري، كأس الملك، السوبر الإسباني، دوري الأبطال، بطولات القارات، وغيرها. 

* بعد برشلونة، انتقل إلى بايرن ميونخ (2013–2016)، حيث فاز بالدوري الألماني ثلاث مرات متتالية، إضافة إلى بطولات أخرى محلية وأوروبية. 

* في 2016، أصبح مدربًا لـ **مانشستر سيتي** في الدوري الإنجليزي، وحقق معه ألقاب الدوري عدة مرات، وكأس إنجلترا، وكأس الرابطة، وأهمها دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي ضمن إنجاز “التريبل” القاري. 

* مع سيتي، أصبح يملك خزينة ألقاب ضخمة، إذ يُشير الموقع الرسمي إلى أن عدد الألقاب التي فاز بها تحت قيادته بلغ 18 لقبًا على الأقل حتى الآن. ([Manchester City FC]

خامسا :ما بين الكرة والكرامة**

لا يرى غوارديولا كرة القدم مجرد لعبة، بل **لغة تواصل بين الشعوب**، وساحة يمكن أن تعبّر عن القيم قبل المهارات.

لذلك قال في أحد لقاءاته:image about غزة والمدرب الاسبانى   بيب غوارديولا: المدرب الذي لم يكتفِ بكرة القدم

 «إذا لم نستطع أن نكون قدوة في الرحمة، فما جدوى أن نكون قدوة في الفوز؟»

هذا المبدأ هو ما يجعله محبوبًا لا فقط بين عشاق الأندية التي درّبها، بل بين من يقدّرون في الرياضة رسالةً أخلاقيةً أعم

خاتمة

بيب غوارديولا ليس مجرّد مدرّب ناجح؛ إنّه **ضميرٌ في عالمٍ يزداد صخبًا وبرودًا**.

مواقفه الداعمة لغزة تذكّر بأن الشهرة لا تُلزم بالصمت، وأن من يقف في الصفوف الأمامية للرياضة يمكن أن يقف أيضًا في الصفوف الأمامية للإنسانية.

 وكما يقول المثل العربي: **«الحقّ أبلج وإن طال ليله»** وغوارديولا واحد من أولئك الذين يختارون النور ولو في زمن العتمة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

30

followings

58

followings

661

similar articles
-