
جريتا ثونبرغ ايقونة الانسانية جريتا تونبرغ و قضية غزة
جريتا ثونبرغ ايقونة الانسانية
جريتا تونبرغ و قضية غزة
مـــقـــدمــة

في سبتمبر واكتوبر 2025 ، برز اسم غريتا تونبرغ بشكل لافت في وسائل الإعلام العالمية بسبب مشاركتها المباشرة في **حركة كسر الحصار على غزة ** - كما أعربت جريتا عن تضامنها مع أهالي غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن **الأزمات الإنسانية والسياسية مرتبطة بالبيئة واستدامة الحياة**. وذكرت أن **المعاناة في غزة تزداد بفعل الحصار والفقر والقيود على الموارد الطبيعية، مثل المياه والكهرباء، التي ترتبط مباشرة بحق الإنسان في البيئة الصحية*
اولا :. المشاركة في المسيرات والاحتجاجات:**
* شاركت تونبرغ شخصيًا في مسيرات في السويد لدعم فلسطين.
* في إحدى تلك المسيرات في **أكتوبر/تشرين الأول 2023**، وقفت حاملة علمًا فلسطينيًا، مما كان له تأثير إعلامي كبير ونقل الحدث إلى جمهور عالمي أوسع.
* وجهت انتقادات حادة للدول الغربية، متهمة إياها بـ "الانحياز" و "التواطؤ" مع ما وصفته بـ "الإبادة الجماعية" في غزة.
* انتقدت أيضًا وسائل الإعلام الغربية، واتهمتها بعدم تحقيق التوازن في التغطية وإخفاء المعاناة الحقيقية للفلسطينيين.
ثانيا :. النشاط على منصات التواصل الاجتماعي:**
* تستخدم منصاتها، مثل "إكس" (تويتر سابقًا) وإنستغرام، لنشر معلومات عن الوضع في غزة.
* قامت بمشاركة مقاطع فيديو وصور توضح المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني تحت القصف.
* استخدمت هاشتاغات مثل **#StandWithGaza** و **#FreePalestine** لدعم القضية.
ثالثا :. ربط قضية المناخ بالعدالة العالمية:**
* تؤمن تونبرغ بأن أزمة المناخ وأزمة حقوق الإنسان في غزة ليستا منفصلتين.
* ترى أن النظام الاقتصادي والسياسي العالمي نفسه الذي يتسبب في استغلال الكوكب هو نفسه الذي يتسامح مع انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين وغيرها.
* غالبًا ما ترفع في مسيرات المناخ لافتات تكتب عليها "لا وجود للعدالة المناخية على أرض محتلة".
رابعا :جريتا ثونبرغ بين أسطول الحرية وأساطيل الصمود: مناصرة غزة في المنصة العالمية**
1. أسطول الحرية**
**أسطول الحرية** هو مشروع دولي مدني يهدف إلى **كسر الحصار عن غزة وتقديم المساعدات الإنسانية**. وقد أصبح رمزًا للتضامن العالمي مع المدنيين الفلسطينيين، وجذب انتباه الإعلام الدوليⁱⁱⁱ.
* جريتا أعربت عن دعمها الرمزي والفعلي لهذا الأسطول، مؤكدة أن **الحصار يزيد من هشاشة المجتمع أمام الكوارث الطبيعية** ويفاقم الأزمات البيئية.
* تربط ثونبرغ بين الحقوق الإنسانية الأساسية والعدالة البيئية، معتبرة أن الوصول للمياه والطاقة من حقوق الإنسان البيئية الضروريةⁱⁱⁱ.
2. أسطول الصمود**
**أسطول الصمود** هو مبادرة أحدث نسبيًا، تهدف إلى **تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم المادي والمعنوي في مواجهة الأزمات المستمرة**.
* يركز هذا الأسطول على **الاستدامة والطاقة النظيفة والموارد البيئية**، بما يتوافق مع مبادئ النشاط البيئي لجريتا.
* موقف جريتا من هذا الأسطول كان دعمًا للبعد **الاستراتيجي والمستدام** لمواجهة الأزمات في غزة، وليس مجرد إيصال مساعدات فورية.
3-*موقف جريتا بين الأسطولين**
**التضامن الرمزي والإنساني**: جريتا تستخدم منصاتها لرفع وعي العالم حول معاناة غزة من الحصار والصعوبات البيئية والإنسانية.
**التركيز على البعد البيئي والاستدامة**: أسطول الصمود يتوافق مع اهتمامها بالعدالة البيئية، بينما أسطول الحرية يركز على المساعدات الإنسانية الفورية.
**ربط القضايا العالمية بالقضايا المحلية**: توضح أن **المناخ والبيئة والحقوق الإنسانية مترابطة**، وأن أي أزمة إنسانية تؤثر على البيئة وصحة الإنسانⁱⁱⁱ.
خامسا :أثر دعم جريتا على التضامن الدولي
* **رفع مستوى الاهتمام الإعلامي العالمي** بالقضية الفلسطينية.
* **تحفيز النشطاء والشباب** على المشاركة في حملات التضامن مع غزة.
* **توضيح الترابط بين العدالة المناخية والإنسانية**، وتعليم العالم أن حقوق الإنسان جزء من استدامة البيئة.
*تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية:** استخدمت مشاركتها لتذكير العالم بالكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، وربطت بين العدالة المناخية والعدالة الإنسانية.
سادسا :الجدل والانتقادات التي واجهتها**
لم يكن موقف تونبرغ بمنأى عن الجدل، حيث واجهت انتقادات حادة:
* **اتهامات بمعاداة السامية:** اتهمها بعض النقاد والمنظمات اليهودية بمعاداة السامية، خاصة بعد مشاركتها في مسيرات رفعت فيها شعارات اعتُبرت معادية لإسرائيل.
* **الرد من تونبرغ:** دافعت عن نفسها بشدة، نافية هذه الاتهامات ومؤكدة أن نقدها موجه نحو "الدولة القومية" إسرائيل وسياساتها، وليس تجاه اليهود أو دينهم. وأكدت أن معارضة الاحتلال والعنف لا تعادل معاداة السامية.
* **الضغط الإعلامي والسياسي:** تعرضت لحملات هجوم واسعة في وسائل الإعلام الغربية، وواجهت ضغوطًا للتوقف عن التحدث في القضية الفلسطينية.
سابعا :. الأهمية والرمزية:
* استخدام الشهرة العالمية:** استغلت تونبرغ شهرتها الهائلة كأبرز ناشطة مناخ في العالم لتسليط الضوء على قضية قد لا تحظى بنفس القدر من التغطية الإعلامية في الغرب.
* ربط الحركات:** من خلال هذه الخطوة، ربطت بشكل عملي بين حركة العدالة المناخية العالمية وحركة التضامن مع فلسطين، معتبرة أن النظام القائم على الظلم والاحتلال هو نفسه الذي يدمر الكوكب.
* إلهام أنصارها:** ألهمت مشاركتها الكثير من مؤيديها، خاصة من جيل الشباب، للاهتمام والبحث أكثر في القضية الفلسطينية.
الخـــــاتـــــمـــــــة
من خلال دعمها العلني والقوي لغزة، تؤكد **غريتا تونبرغ** على رؤيتها الشمولية للعدالة. فهي لا تفصل بين الكفاح من أجل إنقاذ الكوكب والكفاح من أجل حقوق الإنسان والكرامة للشعب الفلسطيني. بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة حول موقفها، فإنها استخدمت منصتها العالمية لتسليط الضوء على معاناة سكان غزة، مما جعل جزءًا من جمهورها العالمي يهتم بالقضية الفلسطينية، بينما أثار موقفها جدلاً واسعًا يظهر حساسية وحدة النقاش حول هذا الصراع.