معاً حتى النفس الأخير: رحيل التوأم الأسطوري "كيسلر" في مشهد ختامي يخلد "الوفاء المأساوي"
بقلم: [خليل ابو خليل ]
في واقعة هزت الأوساط الفنية الأوروبية وأعادت فتح نقاشات أخلاقية واسعة، أسدل الستار يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 على حياة أشهر توأم في تاريخ الاستعراض الأوروبي، أليس وإيلين كيسلر. عن عمر ناهز 89 عاماً، اختارت الشقيقتان اللتان لم تفترقا لحظة واحدة في الحياة، أن تغادرا هذا العالم بذات الطريقة: "يداً بيد" عبر الانتحار بمساعدة طبية (الموت الرحيم) في منزلهما بميونخ
قرار الرحيل المشترك: عهد قطعتاه منذ سنوات
لم يكن رحيل التوأم كيسلر مجرد خبر وفاة عابر، بل كان تنفيذاً دقيقاً لعهد قطعتاه على نفسيهما. فقد صرحت الشقيقتان في مقابلات سابقة بعبارتهما الشهيرة: "نريد أن نرحل معاً، لا تستطيع إحدانا تحمل الحياة بدون الأخرى". ووفقاً للتقارير الواردة من ألمانيا، وتحديداً صحيفة "بيلد"، فإن الشقيقتين اتخذتا هذا القرار بكامل إرادتهما بعد تدهور حالتهما الصحية وشعورهما بأن الوقت قد حان لإنهاء الرحلة قبل أن يفقدا استقلاليتهما
لماذا اختارتا هذا الطريق؟
التدهور الصحي: عانت إيلين في الفترة الأخيرة من تبعات صحية، مما جعل فكرة العجز المستقبلي كابوساً يطارد الشقيقتين.
الرابط الروحي: عاشت أليس وإيلين في منزل واحد بضاحية غرونفالد الراقية في ميونخ، وتشاركتا كل شيء، حتى أنهما أوصيتا بوضع رمادهما في جرة واحدة إلى جانب والدتهما.
من هما التوأم كيسلر؟.. أيقونات الزمن الجميل
لفهم عمق هذا الرحيل، يجب العودة إلى الوراء، حيث شكلت الشقيقتان ظاهرة فنية فريدة في الخمسينيات والستينيات:
البداية: ولدتا في عام 1936، وبدأتا مشوارهما كراقصات باليه.
العالمية: انتقلتا من ألمانيا إلى باريس ثم إلى العالمية، حيث وقفتا على المسرح بجانب أساطير مثل فرانك سيناترا، فريد أستير، وهاري بيلافونت.
سحر خاص: تميزتا بالتطابق المذهل، الطول الفارع، والموهبة الشاملة (رقص، غناء، تمثيل)، مما جعلهما وجهاً مألوفاً ومحبوباً في التلفزيون الإيطالي والألماني لعقود
جدل "الموت الرحيم" يعود للواجهة
أعاد رحيل التوأم كيسلر تسليط الضوء على قضية "الموت الرحيم" (Assisted Suicide) في ألمانيا وأوروبا. فبينما يراه البعض "حرية شخصية" وحقاً في إنهاء الحياة بكرامة كما فعلت الشقيقتان يراه آخرون قراراً صادماً. لكن بالنسبة لأليس وإيلين، كان الأمر ببساطة الفصل الأخير في قصة حب أخوي لم يسمح للموت أن يفرقهما
الخاتمة: رحلت "الكيسلر" كما عاشتا: أنيقتين، متلازمتين، وصاحبتي قرار. قد يختلف العالم حول طريقة رحيلهما، لكن لا أحد يختلف على أنهما قدمتا درساً نادراً في الوفاء، مطبقتين حرفياً مقولة "معاً في السراء والضراء.. وحتى في الموت
