أنور ناصر الدين   :   مسرحية الزير سالم على خشبة مسرح ابوظبي .. إعادة إحياء ذكرى النكسة

أنور ناصر الدين : مسرحية الزير سالم على خشبة مسرح ابوظبي .. إعادة إحياء ذكرى النكسة

تقييم 3.67 من 5.
3 المراجعات

استمر عُمَداء المؤسسة التمثيلة تصدير الأعمال الفنية اعتمادا على ثقافة المتلقي المُتدنية  والجماهيرية المُجهّزة بعقول لا تقوى إلا على استقبال الأفكار الجاهزة  والتصفيق الحار  ..  فقبل عشرة أيام وتحت كنف المُشير الأخاذ "مسرح ابوظبي " قَدّم العماد أول الفنان سلوم حداد بدور "المهلهل" و الفنان العماد باسم ياخور بدور "ابن عباد" و جنرال الممثيل المبدع عابد فهد   رواية الزير سالم التاريخية من تأليف و اخراج و بطولة وزعامة  " حداد "  

إعادة  إحياء  رواية الزير سالم على خشبة  مسرح ابوظبي    ... غياب الموقف المسىرحي 

ما الهدف من عمل تاريخي او اعادة عمل تاريخي وعلى خشبة مسرح في هذا الوقت اذا لم يُعِد النظر في قراءة  القصة التاريخية ويعيد صياغتها  ويستخلص منها القيم الفكرية الأدبية والفلسفية والإنسانية  حتى يتمكن من تحقيق اقصى استفادة تخدم قضايا الإنسان  من هذا الإرث . كان يجب ان يُصدّر هذا الموروث او الحدث التاريخي كمعالج لقضايا  انسانية مجتمعية يعاني منها الكائن العربي في يومنا هذا   لا ان يكررها  و يبرر  الثأر والقتل والحقد والسيوف اعتمادا على حب الناس لشخصية الزير سالم وكأنه يلقن البشر مفهوم القبلية الذي يشل تطور  البلاد والعباد .  هل نحن مجتمعات متحضرة متعطشة للقبلية والدماء  ؟   يا سيدي يجب أن  تقدم العمل بصورة تلائم روح الزمان والمكان   
الإضاءة المبهرة والميزانية الكبيرة و التقنيات لا يمكن وحدها أن تخلق  جوهر مسرحي . المسرح ليس عرضًا بصريًا فقط، بل حوار فكري  في فضاء خلّاق 

الجوهر الغائب  ..  النكسة الأعظم 

في الرواية  ذاتها  في كتاب " الزير سالم "، وحتى بمشهد في المسلسل الذي عرض قبل 25 عام وَرَدَ أن   وائل ابن ربيعة
/كُليب / ذهب الى " لبيد " عامل الملك الكندي لدفع الجزية للملك .. و بعد سجال  بينهما حول حوادث السلب  والغزو والمجاعة التي ستحدث اذا لم يقبل لبيد تأجيل جزية قبيلة وائل او جزية المضريين أبناء عمومته . وبعد تحقير أو تسخيف ما قاله كليب  بخصوص ( الغزو و النهب )  من قبل لبيد على اعتبار أنهم بدو رُحّل ..  رَدّ وائل ابن ربيعة واثقا شامخا يحمل في عينيه اسمى القيم العربية الأصيلة قائلاً :  في  هذا يختلف الأمر يا لبيد ففي هذه البادية  التي تتحدث عن الغزو والسلب فيها ، ثمة قيم لا يتخلى عنها أحد .. فهناك من يجير الخائف ويغيث الملهوف و يكرم الضيف ويحتمي بجواره .  https://youtube.com/shorts/mBoYWmht-sI?si=Z-edjMD3GU_0ANEz 

تلك الجملة هي  روح الرواية ،وتعكس قيم المروءة والنخوة والكرامة والعدل وهي التي يجب أن تُستحضر على خشبة المسرح  لكن المسرحية ركّزت على الثأر والحقد . 
هنا فشل العرض في تحقيق التوافق بين العمل والغاية ! 

ثقافة المتلقي والسطحية الفنية لأداء الممثلين

 العرض اعتمد على ثقافة مُتلقٍ بسيطة، فاختار مشاهد مباشرة ساطعة  سهلة التأويل بدل الغوص في عمق النص ،
فغاب الإعداد الحقيقي للممثلين على المسرح  
ولم يكن هناك آداء حيّ للنجوم ع المسرح بل ابتذال وسذاجة  وفي ما يلي رابط لبعض المشاهد مثل مشهد باسم ياخور وهو يحاول ان يكون ابن عباد  فبدى  غير قادر على تجسيد الفكرة 
https://youtube.com/shorts/oznaXaYlKYs?si=czq0fgnvd7u5uKcu
و ايضا الأخطاء الكارثية  التي وقع بها سلوم حداد .كان هو نفسه أعتقد مترددا  تائها في نهاية العرض   يريد فقط انهاء العرض !  خاصة  ان من امامه /هجرس . الجرو بن كليب / كان مشهد بلا روح بلا بلا نغس  : يمشي الجرو نحو الجمهور لا احد يعلم لماذا ! والزير يخاطبه  ويلحق يه بظهر مكسور حينا ويستقيم فجأة 

https://youtube.com/shorts/BF0f2M0774o?si=zj8sHfXZsDpRLJGD

 الإنتقاد   هنا ليس رفضًا للتجربة، بل دعوة لإعادة التفكير في كيفية تقديم التاريخ بوعي، لا بعرضه كما هو. 
الإنتقاد اتى رحمة ومغفرة واعتذار  لروح الفنان خالد تاجا على التنكيل الذي حدث بابن عباده 
و شريط اعتذار  للفنان المتّزن رفيق لطف على قتل كليب مرة ثانية دون جدوى في  الزمن  الذي نحتاج به ذلك الكم  من روح    الحكمة وفكر نيّر مستدام من رؤية كليب . 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

8

متابعهم

35

مقالات مشابة
-