حين تتحول الاسطورة إلى مأساة
مقال: مأساة "فيديو الشهرة"... حين تحوّلت التجربة إلى كارثة
في ظهيرة يوم الإثنين، السادس والعشرين من يونيو عام 2017، كان منزل صغير في ولاية مينيسوتا الأمريكية يشهد لحظات غريبة. بدا المشهد في بدايته وكأنه مجرد تجربة جديدة لشاب يسعى لجذب المزيد من المشاهدات على يوتيوب، لكنه في الحقيقة كان يقود خطواته – ومن حوله – نحو نهاية مأساوية لم يتخيّل أحد وصولها إلى هذا الحد.
كان بيدرو رويز، شابًا في الثانية والعشرين من عمره، معروفًا بحماسه الشديد لأفكار المغامرات وحسابات المشاهدات. حمل لقبًا اشتهر به بين متابعيه، وكان يحلم بفيديو كبير يرفع اسمه في عالم المحتوى. ولتحقيق تلك اللحظة، صمّم فكرة خطرة وغير مسؤولة، معتقدًا أن تنفيذها سيحقق لهما انتشارًا واسعًا.
وقف بيدرو أمام الكاميرا ممسكًا بكتاب سميك يبلغ نحو 1.5 بوصة، مقتنعًا بأن الكتاب قادر على إيقاف طلقة من مسدس قوي. وعلى بعد خطوات قليلة، وقفت شريكته مونا ليزا بيريز، البالغة من العمر عشرين عامًا، وهي أم لطفل صغير وحامل بطفلهما الثاني. كانت مترددة، يداها ترتجفان، لكن إصراره المستمر دفعها للاستمرار، حتى كتبت قبل ساعات تغريدة تعترف فيها بأن الفكرة ليست فكرتها، بل فكرته هو.
اصطف عدد من الأشخاص لمشاهدة التجربة، بينما كان طفل الزوجين يلهو بالقرب دون أن يدرك ما يحدث. وبالرغم من القلق الذي ظهر بوضوح على مونا، إلا أنها رفعت المسدس كما طلب منها.
وفي اللحظة الحاسمة، ضغطت مونا على الزناد.
ما حدث بعدها كان سريعًا وقاسيًا. لم يستطع الكتاب إيقاف قوة الطلقة، فاخترقته واستقرت في جسد بيدرو، ليسقط فورًا وسط صدمة الجميع. تحوّل المشهد الذي كان يفترض أن يكون “محتوى للترفيه” إلى كارثة حقيقية، وانفجر المكان بالصراخ والارتباك. سارعت مونا للاتصال بالطوارئ وهي في حالة انهيار كامل، مؤكدة أن ما حدث كان محاولة تصوير تجربة فقط.
أعلن عن وفاة بيدرو في المكان، تاركًا وراءه شريكة منكوبة وطفلين لم يدركا ما جرى.
وفي مارس من عام 2018، صدر الحكم على مونا بتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. شمل الحكم قضاء 180 يومًا في السجن بشكل متقطع، مع عشر سنوات من المراقبة ومنع دائم من حيازة أي أدوات خطرة، إضافة إلى منعها من تحقيق أي مكسب مالي من القصة.
أكّد المحققون أن الفكرة كانت من بيدرو نفسه، وأن مونا وقعت تحت تأثير ضغطه وإصراره، خاصة بعد أن طمأنها بأنه جرّب الأمر سابقًا – وهي معلومة تبيّن لاحقًا أنها لم تكن دقيقة على الإطلاق.
هذه الحادثة لم تكن مجرد تجربة فاشلة أو “مقلب إنترنت”.
كانت درسًا مؤلمًا يذكّر بأن البحث عن الشهرة السريعة قد يقود إلى نهايات لا يمكن إصلاحها، وأن لحظة تهور واحدة قد تغيّر حياة أسر كاملة إلى الأبد.
