
الفن والغناء مرآة الشعوب ولغة الإبداع التي توحّد القلوب
الفن والغناء مرآة الشعوب وصوت القلوب، يجمعان بين الإحساس والإبداع ليصنعا سحر الحياة. هما وسيلة الإنسان للتعبير عن ذاته ونقل مشاعره بلغة يفهمها الجميع.
يوسف العجي... موهبة شبابية تصدح من حمص نحو النجومية
✍️ إعداد وحوار: محمد ابراهيم
🗓️ التاريخ: 10 أكتوبر 2025
صوتٌ ينساب عذوبةً وإحساسًا
في زمنٍ تتزاحم فيه المواهب، يبرز بين الأصوات الشابة اسمٌ استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا في قلوب المستمعين، بصوته الدافئ وأدائه الصادق.
إنه الفنان السوري يوسف العجي، ابن مدينة حمص، الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، لكنه أثبت أن الإبداع لا يُقاس بالعمر، بل بالعزيمة والإصرار.
العجي يُعدّ من الوجوه الفنية الواعدة التي تنتمي إلى جيل الشباب، الجيل الذي أثبت مرارًا أنه جيل التحدي والطموح، جيلٌ يسعى ليكتب اسمه بأحرفٍ من ضوء في عالم الفن والموسيقى.

من الطفولة الى التالق
في لقاءٍ خاص أجرته جريدتنا مع الفنان يوسف العجي، تحدّث عن بداياته قائلاً:
بدأت الغناء منذ أن كنت في الثامنة من عمري. لاحظ الناس صوتي وشجعوني على الاستمرار، وبعد عامين تعلمت العزف على آلة العود. التحقت لفترة قصيرة بمعهد للفنون، لكنني فضّلت الاعتماد على نفسي، فتعلمت العزف بمجهودي الشخصي.
وحول ما إذا كانت موهبته ناتجة عن دراسة أكاديمية أم فطرة فنية، أوضح قائلاً:
لم أتلقَّ تدريباً رسمياً، بل طورت نفسي بالاجتهاد والمثابرة. أعتبر أن الموهبة هدية من الله، لكن تطويرها مسؤولية الفنان نفسه.
أغنية صنعت الانطلاقة
وعند سؤاله عن الأغنية التي كانت سبباً في شهرته، أجاب العجي :
كل أغنية أديتها كانت خطوة في طريقي، لكن أغنية (يا طير علي وغيم) كانت الشرارة التي أطلقت اسمي إلى الجمهور، وكانت بداية الانطلاقة الحقيقية.
العجي بين الفن والحياة اليومية
بعيدًا عن الأضواء، يعيش يوسف حياةً بسيطة مليئة بالعمل والكدّ. يقول:
أعمل في مجالات حرة إلى جانب فني لأعيل نفسي وعائلتي في ظل الظروف الصعبة. الحياة لا تنتظر أحداً، والفنان يجب أن يكون واقعيًّا كما هو حالم.
الداعم الأول... بصمة لا تُنسى
وعن أول من دعمه في مسيرته، قال يوسف بتأثرٍ واضح:
عمي هو أول من آمن بموهبتي، وكان الداعم الحقيقي لي منذ البداية. اشترى لي أول آلة عود في حياتي، وله كل الشكر والامتنان.
حفلات محدودة وطموحات كبيرة
أما عن نشاطاته الفنية الحالية، فقال:
أغلب ما أقدمه حالياً هو سهرات وجلسات خاصة مع الأصدقاء، أما الحفلات العامة فهي قليلة. أعمل الآن على أغنية جديدة، وسأحتفظ بتفاصيلها لتكون مفاجأة لجمهوري.
وعن طموحه المستقبلي، أكد:
أحلم بأن أحقق ذاتي فنياً، وأن أصل إلى المكان الذي يجعل عائلتي فخورة بي. النجاح الحقيقي هو أن أكون قريباً من الناس بصوتي وأخلاقي قبل فني.
رسالة حب وامتنان للجمهور
وفي ختام اللقاء، وجه الفنان يوسف العجي رسالة صادقة لجمهوره قائلاً:
أنا أكبر بمحبتكم، ولولاكم ما كنت هنا اليوم. أنصح كل شاب بأن يضع هدفاً أمامه، يتوكل على الله، ويبدأ بخطوته الأولى دون خوف. الإصرار هو مفتاح كل نجاح.
الغناء... لغة لا تعرف الحدود
يبقى الغناء فناً راقياً يُترجم مشاعر الإنسان بلغةٍ عالميةٍ يفهمها الجميع دون الحاجة إلى كلمات.
فهو مرآة للروح، وصوتٌ للحب والفرح، وملاذٌ للقلوب في أوقات الحزن.
من خلاله تُبنى الذكريات وتُخلّد اللحظات، ويُوحّد الإحساس بين البشر على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم.
إن تجربة يوسف العجي تذكّرنا بأن الفن الحقيقي يولد من الصدق، وأن الصوت الجميل لا يحتاج سوى إلى الإيمان بالذات ليصل إلى آفاقٍ بعيدة.
فالغناء ليس مجرد ألحانٍ تُسمع، بل رسالة تُشعر، ونورٌ يضيء الدرب لكل من يبحث عن الجمال في هذا العالم.