ترند “Egypt vs. Masr”.. حين تكشفُ السوشيالُ ميديا وجهَ المجتمعِ الحقيقيِّ

ترند “Egypt vs. Masr”.. حين تكشفُ السوشيالُ ميديا وجهَ المجتمعِ الحقيقيِّ

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

image about ترند “Egypt vs. Masr”.. حين تكشفُ السوشيالُ ميديا وجهَ المجتمعِ الحقيقيِّ
---

🧩 أولًا: ما هو ترند “Egypt vs. Masr”؟

انتشرَ في الأسابيعِ الأخيرةِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ، خاصةً «تيك توك» و«إكس»، ترندٌ يحملُ اسمَ “Egypt vs. Masr”.
فكرتهُ تقومُ على مقارنةٍ بين مصرَ الرسميّةِ اللامعةِ ذَات المَظهر الجَذّاب كما تظهرُ في الإعلاناتِ والمناسباتِ، وبين مصرَ الواقعيّةِ كما يعيشُها المواطنُ العاديّ في حياتهِ اليوميّةِ المَليئة بالصُعوبَات.
يُظهرُ الترندُ هذا التناقضَ من خلالِ مقاطعَ قصيرةٍ، تجمعُ بين صورٍ من مظاهرِ الرفاهيةِ أو المشروعاتِ الكبرى، ومشاهدَ حقيقيّةٍ من الشوارعِ أو القرى أو المدارسِ البسيطةِ.
بهذهِ الطريقةِ، صارَ الترندُ مرآةً ساخرةً تعكسُ الواقعَ كما هو، وتكشفُ عن الفجوةِ الكبيرةِ بين ما يُعرضُ في الإعلامِ وما يعيشهُ الناسُ في حياتِهم اليوميّةِ.
لم يقتصرِ التفاعلُ مع الترندِ على الشبابِ فقط، بل شاركَ فيه مختلفُ الفئاتِ، ما جعلَه حديثَ المجتمعِ في مصرَ خلالَ الأيامِ الماضيةِ.

فهَل سَتتحوّل السخريةُ إلى وسيلةِ وعيٍ اجتماعيٍّ ودعوةٍ إلى إصلاحٍ حقيقيٍّ في المجتمعِ المصريِّ ؟.
---

💬 ثانيًا: السخريةُ أداةٌ للتعبيرِ وليستْ للتهكّمِ فقط

السخريةُ في هذا الترندِ لم تكنْ لمجرّدِ الضحكِ أو التسليةِ، بل كانت لغةً احتجاجيّةً راقيةً تعكسُ وعيًا اجتماعيًّا متناميًا.
من خلالِ المقاطعِ المضحكةِ والتعليقاتِ الذكيّةِ، عبّرَ المشاركونَ عن مشاعرِ الغضبِ والإحباطِ تجاهَ الواقعِ الصعبِ، ولكنْ بأسلوبٍ بسيطٍ يُلامسُ القلوبَ دونَ تصعيدٍ أو مواجهةٍ مباشرةٍ.
لقد استخدمَ الشبابُ «الضحكَ» كوسيلةٍ للنقدِ، ليقولوا رسالتَهم بطريقةٍ خفيفةٍ لكنها عميقةٌ في معناها.
وهذا يعكسُ تحوّلًا في طريقةِ التعبيرِ، فبدلًا من الغضبِ المباشرِ، أصبحَ الفنُّ والسخريةُ وسيلةً لعرضِ قضايا المجتمعِ بطريقةٍ جذّابةٍ وسهلةِ الوصولِ.


---

🏙️ ثالثًا: ماذا يكشفُ الترندُ عن واقعِ المجتمعِ المصريِّ؟

“Egypt vs. Masr” لم يكنْ موجةً عابرةً، بل ظاهرةً اجتماعيّةً كشفتْ الكثيرَ من التناقضاتِ بين الفئاتِ والطبقاتِ.
فهو يُبرزُ وجودَ «صورتينِ» لمصرَ:

مصرَ المشاريعِ القوميّةِ، والعاصمةِ الإداريّةِ، والمناطقِ الحديثةِ.

ومصرَ الأحياءِ الشعبيّةِ، والمدارسِ المزدحمةِ، والمواطنِ الذي يُكافحُ يوميًّا لتأمينِ احتياجاتِه.
هذا الترندُ جعلَ الجميعَ يُدركُ أنّ وراءَ الصورِ الجميلةِ تحدّياتٍ حقيقيّةً، وأنّ الاهتمامَ بالمظهرِ لا يجبُ أن يطغى على الواقعِ والمعاناةِ اليوميّةِ.
كما أثارَ نقاشًا واسعًا حولَ مفهومِ العدالةِ الاجتماعيّةِ، وكيفيّةِ تقريبِ المسافةِ بين التقدّمِ الشكليِّ والتطوّرِ الحقيقيِّ في حياةِ الناسِ.

 

---

💡 رابعًا: بين النقدِ والبناءِ.. دعوةٌ للتغييرِ الإيجابيِّ

على الرغمِ من الطابعِ الساخرِ، فإنَّ هذا الترندَ يحملُ بين طيّاتِه رسالةً بنّاءةً تستحقُّ التأمّلَ.
فهو يُذكّرُ صُنّاعَ القرارِ بضرورةِ النظرِ إلى حياةِ المواطنِ البسيطِ بواقعيّةٍ وشفافيّةٍ، كما يُلهمُ الشبابَ لمواصلةِ التعبيرِ عن آرائِهم بطرقٍ حضاريّةٍ ومبدعةٍ.
السوشيالُ ميديا أصبحتْ اليومَ منبرًا حقيقيًّا لصوتِ الناسِ، والترنداتُ – رغم بساطتِها – قد تُحدثُ أحيانًا أثرًا أعمقَ من المقالاتِ والخُطبِ الرسميّةِ.
ومن هنا، يمكنُ النظرُ إلى “Egypt vs. Masr” كجرسِ تنبيهٍ يدعو الجميعَ إلى التفكيرِ في واقعِهم، والسعيِ نحوَ تغييرٍ إيجابيٍّ يُحقّقُ العدالةَ والكرامةَ لكلِّ فئاتِ المجتمعِ.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

9

متابعهم

21

متابعهم

47

مقالات مشابة
-