الجسم الغامض من الفضاء: هل 3I/ATLAS مذنب أم مسبار فضائي؟
عالم الفيزياء الفلكية آفي لوب من جامعة هارفارد يطرح فرضية تهز المجتمع العلمي

منذ اكتشافه في يوليو 2025، أصبح الجسم بين النجمي 3I/ATLAS مصدرًا للفتنة والجدل. وبينما تصنفه وكالة ناسا رسميًا كمذنب، فإن سلوكه ومساره دفعا عالم الفيزياء الفلكية البارز من جامعة هارفارد، آفي لوب (Avi Loeb)، إلى طرح فرضية مذهلة: ماذا لو لم يكن 3I/ATLAS ظاهرة طبيعية، بل تكنولوجيا فضائية؟
زائر بين النجوم بخصائص مثيرة للقلق
يُعد 3I/ATLAS ثالث جسم معروف يعبر نظامنا الشمسي قادمًا من نظام نجمي آخر، بعد "أومواموا" و "2I/بوريسوف". وقد تم اكتشافه بواسطة تلسكوب ATLAS (نظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات الأرضية)، وأثار اهتمام علماء الفلك على الفور بسبب مساره المفرط في القطع الزائد (hyperbolic)، مما يؤكد أصله البعيد.
كشفت البيانات التي جمعتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا عن خصائص فريدة:
•التركيب الكيميائي: على عكس المذنبات المعتادة، يحتوي 3I/ATLAS على ثاني أكسيد الكربون والسيانيد وبخار النيكل الذري.
•العمر الاستثنائي: تشير التقديرات إلى أن عمر الجسم قد يصل إلى 7.6 مليار سنة، مما يجعله أقدم بثلاثة مليارات سنة تقريبًا من شمسنا.
•الحجم: يُقدر حجم نواته بأقل من كيلومتر واحد عرضًا، لكنه محاط بغلاف (coma) وذيل يمتدان لملايين الكيلومترات.
فرضية آفي لوب الصادمة: احتمال 40% لكونه تكنولوجيا
إن التسارع غير الطبيعي لـ 3I/ATLAS، والذي لا يمكن تفسيره بالكامل بجاذبية الشمس وحدها، هو ما أثار انتباه آفي لوب. هذا السلوك، إلى جانب مساره الذي يجعله يمر بالقرب من كواكب المشتري والزهرة والمريخ، دفع البروفيسور لوب إلى طرح نظرية جريئة: قد يكون الجسم مسبارًا فضائيًا اصطناعيًا يستخدم الشمس لإجراء مناورة "كبح" أو مهمة "استكشاف".

صرح لوب، الذي يرأس مشروع جاليليو المخصص للبحث عن علامات التكنولوجيا الفضائية، علنًا أن هناك احتمال 40% لكون 3I/ATLAS ذا أصل تكنولوجي.
"إذا كان الجسم مركبة فضائية فضائية تتباطأ، فإن الذيل قد يكون دليلاً على مناورة 'دفع الكبح' المستخدمة لضبط مساره،" كتب في مدونته.
كما وصف 3I/ATLAS بأنه قد يكون "حدث البجعة السوداء" المحتمل — وهو حدث نادر وغير متوقع يمكن أن يغير فهمنا للكون بشكل أساسي.
الإجماع العلمي وغياب التهديد

على الرغم من التكهنات المحتدمة، فإن وكالات الفضاء تطمئن الجمهور. أكدت ناسا رسميًا أن 3I/ATLAS لا يشكل أي تهديد للأرض. وقد وصل الجسم إلى أقرب نقطة له من الشمس في نهاية أكتوبر 2025، مروراً على بعد 210 مليون كيلومتر من نجمنا.
بالنسبة لغالبية علماء الفلك، لا يزال من الممكن تفسير الخصائص غير العادية لـ 3I/ATLAS، بما في ذلك تسارعه، بظواهر طبيعية معقدة، مثل تصعيد الغازات على سطحه. ومع ذلك، يوفر الجسم فرصة فريدة لدراسة المواد التي تشكلت في نظام نجمي آخر.
وفي انتظار المزيد من البيانات، يواصل 3I/ATLAS رحلته، تاركًا وراءه جدلاً محتدمًا: هل هو مجرد مذنب عمره مليارات السنين، أم أننا نشهد أول دليل على وجود ذكاء خارج كوكبنا؟