حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام  فظائع ترتكب بحق تركستان   الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام فظائع ترتكب بحق تركستان الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام  فظائع ترتكب بحق تركستان 

الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

 

 

image about حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام  فظائع ترتكب بحق تركستان   الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

 

 

في قلب آسيا الوسطى، وبالقرب من طريق الحرير التاريخي، تمتد أرض واسعة بمساحة تفوق مساحة العديد من الدول الأوروبية مجتمعة، إنها **تركستان الشرقية**، أو كما تسميها الصين اليوم “شينجيانغ” أي *الحدود الجديدة*.
ورغم محاولات طمس الهوية وفرض واقع جديد، تبقى تركستان الشرقية منطقة ذات ثقافة مميزة، وشعب يرتبط جذوره بالإسلام منذ أكثر من ألف عام.
ولكن خلف هذا الجمال الطبيعي والتاريخ الحضاري الطويل، تقف واحدة من أفظع الملفات الإنسانية في العالم المعاصر: ملف **الانتهاكات الصينية ضد مسلمي الإيغور**.

أولاً: ما هي تركستان الشرقية؟

تركستان الشرقية هي إقليم ضخم يقع في أقصى غرب الصين، وتبلغ مساحته **1.7 مليون كيلومتر مربع**، أي ما يعادل خُمس مساحة الصين.
ورغم سيطرة الصين عليها، فإن الإقليم يتمتع بهوية ثقافية وإثنية مغايرة تمامًا للثقافة الصينية؛ إذ يسكنه **شعب الإيغور** المسلم ذو الأصول التركية، ويتحدث لغة تركية تُكتب بحروف عربية.

الإقليم ليس مجرد منطقة جغرافية، بل هو **وطن تاريخي** لشعب مسلم عاش على أرضه قرونًا طويلة قبل دخول الصين إليه.
وبسبب موقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية الهائلة، أصبح محل أطماع سياسية واقتصادية دفعت الصين لاتخاذ إجراءات قاسية للسيطرة عليه.

ثانيًا: الموقع الجغرافي والملامح الطبيعية

تقع تركستان الشرقية على حدود مشتركة مع ثماني دول، أهمها:

* كازاخستان
* قرغيزستان
* طاجيكستان
* باكستان
* الهند
* منغوليا

ويضم الإقليم صحاري واسعة مثل **صحراء تكلامكان**، وسلاسل جبال شامخة كجبال **تيان شان**.
هذا الموقع جعلها جزءًا أساسيًا من طريق الحرير القديم، وجسرًا للتواصل التجاري بين الصين والعالم الإسلامي.

ثالثًا: التركيب السكاني والثقافي

قبل عام 1949، كان المسلمون يشكلون **97% من سكان تركستان الشرقية**.
لكن بعد عمليات تهجير وتوطين ضخمة نفذتها الصين، تقلصت هذه النسبة إلى أقل من **40%** اليوم، في واحدة من أكبر عمليات **التغيير الديموغرافي** في العصر الحديث.

الإيغور شعب ذو حضارة تمتد لقرون؛ لهم أدبهم وموسيقاهم وملابسهم وثقافتهم الخاصة.
لغتهم ترتبط بالعائلة التركية، ويكتبونها بحروف عربية منذ مئات السنين، مما يظهر مدى الارتباط بين هويتهم ولغة القرآن.

رابعًا: لمحة تاريخية موجزة**

*دخول الإسلام**

دخل الإسلام إلى تركستان الشرقية في القرن الأول الهجري على يد القائد **قتيبة بن مسلم الباهلي**.
وانتشرت الدعوة بسرعة، حتى أعلن حاكمها **ستوق بغراخان** إسلامه في القرن الرابع الهجري، فأصبحت المنطقة دولة إسلامية مزدهرة لقرون طويلة.

*مراحل الاحتلال الصيني**

تعرضت تركستان الشرقية لثلاث موجات احتلال رئيسية:

* **احتلال 1759م**
* **احتلال 1881م**
* **الضم النهائي عام 1949م** مع وصول الحزب الشيوعي للحكم

في عام 1933 أعلن المسلمون قيام **جمهورية تركستان الشرقية** في كاشغر، لكنها لم تصمد أمام الضغوط العسكرية والسياسية الصينية.

خامسًا: أهمية تركستان الشرقية للصين

لماذا تسعى الصين بهذا العنف للسيطرة على تركستان الشرقية؟
الإجابة تتلخص في ثلاثة عوامل رئيسية:

1. ثروات طبيعية هائلة**حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام  فظائع ترتكب بحق تركستان   الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

تركستان الشرقية تعتبر من أغنى مناطق الصين بالموارد:

* 25% من احتياطي النفط
* 28% من احتياطي الغاز
* كميات هائلة من الفحم والذهب واليورانيوم

2. موقع استراتيجي**

الإقليم هو البوابة الغربية للصين، ويشكّل محورًا أساسيًا في مشروع "الحزام والطريق".

3. الخوف من الهوية المستقلة**

الإيغور شعب متدين ذو تاريخ مستقل، وهذا ما تخشاه الصين الشيوعية التي تعتمد على مركزية السلطة ووحدة الهوية.

سادسا : الوضع السياسي الراهن

ترى الصين تركستان الشرقية منطقة استراتيجية حساسة بسبب موقعها وثرواتها الهائلة، فهي تحتوي على:

* **ربع احتياطي الصين من النفط**
* **أكثر من ربع احتياطي الغاز**
* معادن استراتيجية كاليورانيوم والفحم والذهب

لكن رغم هذه الثروات، يعيش كثير من الإيغور في فقر مدقع بسبب التمييز الاقتصادي وحرمانهم من الاستفادة من موارد أرضهم.

كما تتبع الحكومة سياسات مشددة على الهوية الثقافية والدينية، مثل:
إغلاق المساجد، منع بعض الشعائر، تقييد الصيام، منع الحجاب، استهداف العلماء، منع الأسماء الإسلامية، وتطبيق نظام "القرابة التوأمية" الذي يخترق حياة الناس داخل منازلهم.

سابعا : البعد الديني

الدين في تركستان الشرقية ليس مجرد مظهر، بل هو **جذر الهوية**.
الإسلام هو اللغة التي يتواصل بها الإيغور الروحيًا والثقافيًا منذ أكثر من ألف عام.
المساجد، وحلقات العلم، والمدارس الشرعية، والأعياد… كلّها كانت تمثّل نَفَس الحياة اليومية، لذلك فإن التضييق على الدين يُنظر إليه باعتباره تضييقًا على الوجود نفسه.

 

ثامنا: الفظائع الصينية ضد الإيغور

مع مطلع القرن الواحد والعشرين، بدأت الصين في تنفيذ حملة ممنهجة تهدف إلى **طمس الهوية الإسلامية والثقافية** للإيغور، وتحويل تركستان الشرقية إلى منطقة صينية بالكامل.

فيما يلي أبرز هذه الفظائع:

1. إغلاق المساجد ومنع الشعائر الدينية**حرق المصاحف واغلاق المساجد وعدم الصيام  فظائع ترتكب بحق تركستان   الشرقية : الأرض المنسية التي تكشف فظائع الصين وصراع الهوية

* إغلاق آلاف المساجد
* منع رفع الأذان
* حظر الصيام على الموظفين والطلاب
* إجبار المطاعم على فتح أبوابها نهار رمضان
* منع إطلاق اللحية والحجاب

2. حرق المصاحف ومصادرة الكتب الدينية**

وُثقت حالات عديدة لإحراق المصاحف ومصادرة كتب الفقه والتفسير ومنع أي نشاط ديني غير خاضع لرقابة الدولة.

3. اعتقال العلماء والدعاة**

تم اعتقال مئات العلماء، ومنهم من اختفى تمامًا في مراكز احتجاز سرية.

4. معسكرات الاعتقال وإعادة التأهيل**

من أخطر الفظائع التي لفتت انتباه العالم إنشاء الصين لمعسكرات ضخمة تحت اسم "إعادة التأهيل الفكري".
يقدّر عدد المحتجزين هناك بأكثر من **مليون شخص**، يُجبرون على:

* ترك دينهم
* ترديد شعارات الحزب الشيوعي
* دراسة اللغة الصينية
* تلقي "غسيل دماغ" على مدار الساعة
* الخضوع لأعمال شاقة

5. التغيير الديموغرافي القسري**

تُشجع الصين عائلات من قومية الهان على الاستقرار في الإقليم مع توفير امتيازات خاصة لهم، مع التضييق على الإيغور في السكن والعمل.

6. سياسة "القرابة التوأمية"**

يُجبر بعض الإيغور على استقبال موظفين حكوميين صينيين يعيشون معهم داخل منازلهم بحجة "التعايش"، ما يهدد الخصوصية والهوية الدينية للأسرة.

7. تعقيم النساء ومنع الإنجاب**

تقارير منظمات دولية تؤكد فرض برامج للتعقيم الإجباري وتحديد النسل للإيغور، في واحدة من أخطر الجرائم ضد الإنسانية.

8. الحرمان الاقتصادي**

رغم ثروات الإقليم الهائلة، يعيش **80% من الإيغور تحت خط الفقر** نتيجة التمييز الاقتصادي وإقصاء السكان من الاستفادة من موارد أرضهم.

تاسعا : الصمت الدولي… والجرح المفتوح

ورغم حجم الانتهاكات الموثقة، فإن المجتمع الدولي لم يفرض عقوبات حقيقية على الصين، ولم تُقبل تركستان الشرقية تحت أي نظام حماية دولية.
فالصين قوة اقتصادية كبرى، ولا يرغب كثير من الدول في خسارة مصالحها التجارية معها.

وهكذا يجد الإيغور أنفسهم أمام **آلة سياسية وأمنية ضخمة**، وصمت عالمي يفاقم معاناتهم.

خاتمة: تركستان الشرقية… قضية أمة لا تُنسى

تركستان الشرقية ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي **قضية شعب** يحاول الحفاظ على دينه ولغته وثقافته تحت ضغط هائل.
هي قصة مقاومة وصبر، وقصة هوية تحاول النجاة، وقصة ظلم يجب أن يعرفه العالم.

إن نشر الوعي بهذه القضية هو أقل ما يمكن فعله تجاه هذا الشعب الذي يكافح في صمت.
نسأل الله أن يرفع عنهم البلاء، وأن يجعل لهذه الأرض يومًا تُستعاد فيه الحرية ويعود إليها السلام.

 

 


 

**تعرف على قصة تركستان الشرقية، أرض الإيغور المسلمين، وتاريخها وهويتها الدينية، وكيف تحوّلت إلى ساحة لانتهاكات صينية خطيرة تشمل الاعتقال، التغيير الديموغرافي، منع الشعائر الدينية، ومعسكرات إعادة التأهيل. مقال شامل يكشف الحقائق والفظائع المسكوت عنها.**

 

* تركستان الشرقية
* أزمة الإيغور
* اضطهاد المسلمين في الصين
* انتهاكات الصين ضد الإيغور
* شينجيانغ
* مسلمو الإيغور
* معسكرات الاعتقال في الصين
* تاريخ تركستان الشرقية
* فظائع الصين في الإيغور
* التغيير الديموغرافي في شينجيانغ
* حقوق الإنسان في الصين
* معاناة الإيغور المسلمين
* الإسلام في تركستان الشرقية
* اضطهاد الأقليات الدينية في الصين
* القضية الإيغورية
* تهجير الإيغور
* معسكرات إعادة التأهيل الصينية
* الفصل العنصري في الصين
* الوضع الإنساني في شينجيانغ
* مسلمو تركستان الشرقية


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
احمد المصرى Pro تقييم 4.99 من 5. حقق

$0.19

هذا الإسبوع
المقالات

420

متابعهم

138

متابعهم

933

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.