هل نحن في مأمن من المصريين؟
هل نحن في مأمن من المصريين؟
الصراع يتفجر في الأثير.. وسؤال "الهستيريا"
.

تفجّر النقاش في مستهل برنامجهما المشترك حول “الخطر الأمني المحتمل من مصر”، وسط اتهامات مباشرة وتحذيرات من تجاهل التهديدات التي قد تنجم عن قوة القاهرة.
الخط الأحمر: سؤال "هل نحن في مأمن من المصريين؟"
افتتحت درومي النقاش بنبرة حادة، مُشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تغضّ الطرف عن تحركات مصرية مثيرة للقلق" في سيناء وعلى الحدود.
طرحت سؤالًا لاذعًا يلخّص لبّ المخاوف المتزايدة في تل أبيب:
“هناك تهديد أمني حقيقي على الحدود مع مصر، هل ستجلسون وترتاحون؟
هل نحن في مأمن من المصريين؟”
جبهة الرفض: السلام كـ"حجر الزاوية" الأمني
في المقابل، رفض ساري هذه التصريحات بشدة، محذرًا من تحويل القلق إلى دعوات للتصعيد أو الحرب، مؤكدًا أن الحفاظ على السلام هو أساس الأمن الإقليمي الذي بُني بعد حروب دامية.
“هل تعتقدين أن الحرب مع مصر مبررة؟ هذا وهم.
السلام مع مصر، وكذلك مع الأردن، هو حجر الزاوية في أمن إسرائيل.
من يسمع كلامك، وهو يعرف أنك كنتِ جزءًا من المؤسسة الأمنية، يُصاب بالذعر من هذه الأوهام.”
هاجس تكرار الفشل: شبح "7 أكتوبر" يطارد التفكير الإسرائيلي
صعّدت درومي من لهجتها، رابطةً بين التحذيرات الحالية وتجارب الماضي المؤلمة، مشددةً على أن اليقظة الأمنية يجب أن تكون مطلقة تجاه مصر، خصوصًا في ظل التعزيزات العسكرية الأخيرة.
“إذا علمت أن مصر تستعد للحرب، فهل تنتظر مكتوف الأيدي؟
أغمضوا أعينكم وانتظروا وصول الجيش المصري؟ هذا ما يُطلب منا؟”
ثم أضافت بتحذير مباشر:
“على المخابرات الإسرائيلية أن تُركّز أنظارها على مصر، حتى لا يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر أو في يوم الغفران. ما تقترحونه هو أن نُغمض أعيننا ونتفاجأ مرة أخرى.”
تحليل الأبعاد: لماذا تستيقظ المخاوف الآن؟
يعود هذا الانقسام في الخطاب الإسرائيلي إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
الفشل الاستخباراتي في التنبؤ بـ"7 أكتوبر"، الذي ولّد حالة من الارتياب تجاه أي قوة إقليمية كبرى.
الموقف المصري الصلب الرافض لتهجير الفلسطينيين، والذي زاد من توتر بعض الدوائر الإسرائيلية.
إصرار القاهرة على حماية حدودها والتصدي لأي تهديد، ما جعل البعض يرى ضرورة إعادة تقييم "الاطمئنان التقليدي" تجاه مصر.
هذه العوامل مجتمعة دفعت نيفي درومي إلى طرح سؤالها التحريضي، في وقت ترى فيه أن التركيز المفرط على جبهات أخرى قد يترك إسرائيل مكشوفة أمام قوة عسكرية كبرى.
الخاتمة: هل تتغير قواعد اللعبة؟
تُظهر هذه المواجهة الإعلامية انقسامًا واضحًا داخل النخبة الإسرائيلية:
طرف يدفع نحو التأهب واليقظة القصوى، وآخر يتمسّك بالسلام كدرع استراتيجي.
يبقى السؤال الآن:
هل بدأ القلق الحقيقي من قوة الجيش المصري يتسلل إلى دوائر صنع القرار في تل أبيب؟
وهل نحن أمام تحوّل استراتيجي في نظرة إسرائيل إلى القاهرة قد يهدد استقرار أطول معاهدة سلام في المنطقة؟