
زيارة دونالد ترامب إلى مصر عام 2025 شكّلت حدثًا عالميًا بارزًا
زيارة ترامب مصر
مقدمة: حدث عالمي يضع مصر في صدارة المشهد
في أكتوبر عام 2025، خطفت مصر مجددًا أنظار العالم حينما استقبلت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيارة رسمية استثنائية إلى مدينة شرم الشيخ، تزامنت مع انعقاد قمة السلام الدولية التي شارك فيها أكثر من عشرين زعيمًا عالميًا. جاءت الزيارة في توقيت حرج من تاريخ الشرق الأوسط بعد عامين من الصراع في غزة، لتؤكد من جديد أن القاهرة لا تزال القلب النابض للسلام في المنطقة، وصاحبة الدور الأبرز في صياغة مستقبل العلاقات الدولية.
زيارة ترامب إلى مصر: خلفيات وأهداف
زيارة دونالد ترامب لم تكن مجرد محطة بروتوكولية ضمن جولته في الشرق الأوسط، بل جاءت لتعكس تحولًا استراتيجيًا في مواقفه ورغبته في لعب دور الوسيط الدولي بعد انتهاء ولايته.
بدأت الزيارة من مطار شرم الشيخ الدولي حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيفه بحفاوة رسمية كبيرة، تخللها استعراض حرس الشرف وعزف النشيدين الوطنيين.
وأكد الجانبان منذ اللحظة الأولى على عمق العلاقات بين القاهرة وواشنطن، وحرص كل طرف على دعم الاستقرار الإقليمي.
قمة شرم الشيخ للسلام 2025: مصر مركز الدبلوماسية العالمية
انعقدت القمة في مركز المؤتمرات الدولي بشرم الشيخ، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات مؤثرة حول أهمية “العودة إلى مسار السلام” في الشرق الأوسط بعد حرب دامية استمرت عامين في غزة.
وأكد ترامب في كلمته أن “مصر كانت دائمًا حجر الزاوية في استقرار المنطقة”، مشيرًا إلى الدور البارز للرئيس السيسي في تحقيق الهدنة بين إسرائيل وحماس.
لقاء السيسي وترامب: رؤية مشتركة لمستقبل الشرق الأوسط
خلال اللقاء الثنائي الذي جمع الزعيمين على هامش القمة، ناقشا ملفات الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وإعادة إعمار غزة، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأكد السيسي أن “العلاقات المصرية الأمريكية تمتد لأكثر من أربعة عقود من التعاون الاستراتيجي، وأن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا أوسع لتحقيق السلام الدائم”.
من جانبه، أثنى ترامب على السياسة المصرية المتوازنة، قائلًا إن “القاهرة هي العاصمة التي يمكن للعالم أن يعتمد عليها عند الحديث عن الاستقرار”.

الجانب الاقتصادي في الزيارة
لم تقتصر الزيارة على القضايا السياسية فحسب، بل شملت أيضًا اجتماعات اقتصادية موسعة ضمت رجال أعمال مصريين وأمريكيين.
وناقش الجانبان زيادة حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة، والسياحة، والبنية التحتية.
كما أعرب ترامب عن إعجابه بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين، وصرّح بأنها تمثل “نموذجًا ملهمًا للتنمية في الشرق الأوسط”.
ردود الفعل المحلية والدولية
لاقى وصول ترامب إلى مصر ترحيبًا واسعًا من وسائل الإعلام المحلية التي اعتبرت الزيارة “تأكيدًا على مكانة مصر الدولية”.
كما تناولت الصحف العالمية الحدث من زاوية مختلفة، حيث رأت صحيفة واشنطن بوست أن “شرم الشيخ أصبحت مركزًا جديدًا للدبلوماسية العالمية”، فيما وصفت الجارديان البريطانية اللقاء بين السيسي وترامب بأنه “منعطف في العلاقات الشرق أوسطية”.
الزيارة من منظور استراتيجي
تحمل زيارة ترامب أبعادًا سياسية عميقة؛ فهي تأتي في وقت تسعى فيه القوى الكبرى لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.
وتسعى واشنطن، حتى بعد انتهاء ولاية ترامب، للحفاظ على علاقاتها التاريخية بالقاهرة نظرًا لموقعها الجغرافي ودورها الحيوي في الملفات الإقليمية.
كما ينظر الكثير من المحللين إلى الزيارة باعتبارها إشارة إلى عودة الاهتمام الأمريكي بالمنطقة بعد فترة من الانكفاء الداخلي.
الدور المصري في هندسة السلام
برز الدور المصري خلال القمة كأحد أهم عناصر نجاح المفاوضات.
فقد أكد السيسي في كلمته أن “السلام لن يتحقق إلا بالعدالة والتنمية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة إعمار غزة وإطلاق عملية سياسية شاملة.
وأشاد ترامب بدور القاهرة في رعاية الحوار الفلسطيني – الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر “تملك مفاتيح الحل في الشرق الأوسط”.
تأثير الزيارة على العلاقات المصرية الأمريكية
من المتوقع أن تسهم زيارة ترامب في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
كما تم الاتفاق على توسيع برامج التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمحاربة الإرهاب.
ورأت بعض التقارير أن عودة الدفء للعلاقات بين القاهرة وواشنطن ستنعكس إيجابًا على ملفات مثل استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية ودعم مصر في المؤسسات الدولية.

انعكاسات الزيارة على الاقتصاد المصري والسياحة
من أبرز نتائج الزيارة أنها سلّطت الضوء على الاستقرار الأمني في مصر، ما انعكس فورًا على مؤشرات السياحة والاستثمار.
شهدت شركات السياحة العالمية زيادة في الحجوزات إلى شرم الشيخ والغردقة، كما ارتفعت أسعار الأسهم في بعض القطاعات المرتبطة بالضيافة والطيران.
وأكد خبراء الاقتصاد أن مجرد ظهور مصر في عناوين الصحف العالمية كمركز للسلام والأمن، يعزز ثقة المستثمرين ويجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
وفي الوقت نفسه، أشادت وسائل الإعلام الأمريكية بالتطور الاقتصادي الكبير في مصر، معتبرة أن “مصر اليوم تختلف تمامًا عن مصر ما قبل عقد من الزمان”.
خاتمة: مصر تعود إلى قلب الأحداث العالمية
في ختام الزيارة، غادر ترامب مصر بعد أن أمضى ثلاثة أيام حافلة باللقاءات والحوارات، مؤكدًا أن “الشرق الأوسط يمتلك فرصة حقيقية للسلام إن اتحدت الإرادات”.
أما مصر، فقد أثبتت مرة أخرى أنها محور التوازن والاستقرار في المنطقة، وقادرة على جمع القادة تحت راية السلام.
لتبقى زيارة ترامب إلى مصر عام 2025 علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية الحديثة، ومشهدًا جديدًا يعكس مكانة القاهرة العالمية وقدرتها على قيادة الحوار بين الشرق والغرب