مشروع القرار الذي تقدمت به النائبة الأمريكية *رشيدة طليب بشأن *الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة

مشروع القرار الذي تقدمت به النائبة الأمريكية 

رشيدة طليب بشأن *الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة

 

 

 

 

 

قدّمت النائبة الأمريكية **رشيدة طليب** من ولاية ميشيغان، إلى جانب 20 نائبًا آخر، في 13 نوفمبر 2025، مشروع قرار رسمي في الكونغرس (H.Res.876) للاعتراف بـ **الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة**.  هذا المشروع يحمل دلالة رمزية وسياسية كبيرة، ويطرح مطالب ملموسة من الحكومة الأمريكية بالوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب **اتفاقية منع الإبادة الجماعية**.

 مدى المدلول والإثارة السياسية

من خلال مشروع القرار، تعلن طليب والنواب المساندون اعترافًا واضحًا بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع عسكري أو نزاع مسلح، بل هو **جريمة إبادة جماعية** بحسبهم، مما يرفع من مستوى المساءلة والأخلاقية أمام المجتمع الدولي. ) هذا التصريح يحمل إدانة قوية وسيخضع العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية لنقد علني، خاصة فيما يخص دور الولايات المتحدة في تسليح إسرائيل ودعمها السياسي والمالي.

وتشير النائبة طليب إلى أن هذه **الإبادة لم تنته**، حتى بعد ما يسمى “وقف إطلاق النار”، مضيفة أن القوات الإسرائيلية “لم تتوقف عن قتل الفلسطينيين”، وأن الحكومة الأمريكية تمنح إسرائيل “شيكًا على بياض” لتنفيذ ما وصفته بـ “جرائم الحرب والتطهير العرقي”. 

 أهمية القرار والقيمة القانونية

مشروع القرار لا يكتفي بالاعتراف فقط؛ بل يدعو إلى **إجراءات ملموسة** من جانب الولايات المتحدة:

* **وقف نقل الأسلحة والمعدات العسكرية** إلى إسرائيل، خاصة تلك التي يُحتمل استخدامُها في عمليات تنتهك حقوق الإنسان. 
* **الامتثال لأي أوامر محكمة دولية**، بما في ذلك قرارات محكمة العدل الدولية أو تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية. 
* **فرض عقوبات قانونية مستهدفة** على الأفراد والشركات المتورطة في ما يوصف بأنه إبادة جماعية: تحقيقات، محاكمات، وتجريم دولي.
* **التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية**، ودعم تحقيقاتها، ورفع العقوبات الأمريكية المتعلقة بالـ ICC إن لزم الأمر. 
* **استخدام صوت الولايات المتحدة في الأمم المتحدة** لدعم الجهود الرامية لمنع ومعاقبة الجرائم ضد الفلسطينيين. 
* **تمويل وكالات الإغاثة الدولية** مثل وكالة الأونروا لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين الذين يتعرضون للخطر في غزة. 

من الناحية القانونية، يستخدم المشروع “اتفاقية منع الإبادة الجماعية” كمرجعية ملزمة، وهي معاهدة دولية توقع عليها عدد كبير من الدول من بينها الولايات المتحدة، مما يعطي الدعوة بعدًا قانونيًا وليس مجرد نداء أخلاقي.

 الأهداف والتأثير المحتمل

الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو **رفع مستوى المساءلة الدولية** تجاه ما يجري في غزة، وجعل الولايات المتحدة تدير ظهرها للسياسة التقليدية في دعم إسرائيل دون قيد أو شرط. بالإشارة إلى التزامات قانونية، تسعى طليب إلى **جعل مصداقية أمريكا الدولية متناغمة مع التزاماتها الأخلاقية والقانونية**.

كما يسعى هذا المشروع إلى إشراك المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة في عملية ضغط فعّال ضد ما وصفته “جرائم إبادة جماعية”، من خلال تحفيز أكبر على التحقيقات الدولية ومحاسبة المتورطين، سواء كانوا أفرادًا أو دولًا أو شركات.

ومن الناحية الرمزية، فإن اعتراف الكونغرس الأمريكي بهذه التهمة سيكون نصرًا معنويًا كبيرًا للفلسطينيين ولمن يناصر قضايا حقوق الإنسان، لأنه يؤكد أن هذه القضية ليست مجرد خطاب إعلامي أو احتجاجات شعبية، بل مسألة قانونية وأخلاقية يجب معالجتها رسميًا.

التحديات والعقبات

رغم رمزية هذا القرار، فإنه يواجه عقبات كبيرة. غالبًا ما يكون مثل هذا النوع من المشاريع “قرارًا غير ملزم” — فهو يعبر عن رأي مجلس النواب وليس قانونًا ينفّذ تلقائيًا.  كما أن تمريره يقتضي دعمًا كافيًا داخل الكونغرس، وهذا يعتمد على التوازن الحزبي، والضغوط الدولية، والقيود السياسية المتعلقة بعلاقات أمريكا مع إسرائيل.

إضافة إلى ذلك، فإن تطبيق ما يقضي به (مثل فرض عقوبات أو وقف تسليح) يتطلب إرادة قوية من الإدارة الأمريكية، وهذا قد يواجه مقاومة من بعض الجهات التي ترى في إسرائيل شريكًا استراتيجيًا، أو تخشى تداعيات اقتصادية أو سياسية.

من هى رشيدة طليب  ذات الاصول الفلسطينية 

رُشيدة طليب (Rashida Tlaib) هي سياسية ومحامية أمريكية من أصل فلسطيني، ولدت عام 1976 في ديترويت بولاية ميشيغان لعائلة من مهاجرين فلسطينيين. 

درست في جامعة واين ستيت وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم درست القانون في كلية Thomas M. Cooley. () بعد تخرجها، عملت في منظمات حقوقية مثل Sugar Law Center للدفاع عن العدالة الاجتماعية. 

في عام 2008، أصبحت أول امرأة مسلمة تُنتخب لعضوية مجلس نواب ولاية ميشيغان، مما أجّج حضورها السياسي. ([Biography][3]) ثم في عام 2018 انتُخبت لمجلس النواب الأمريكي، لتصبح أول امرأة فلسطينية-أمريكية في الكونغرس، وواحدة من أولى النساء المسلمات فيه. 

طليب تعرف بنفسها بأنها “أم تعمل من أجل العدالة للجميع” ، وتناضل من خلال مناصبها السياسية من أجل العدالة البيئية، الحقوق المدنية، اقتراح مشاريع وقوانين تفيد الفقراء والمهمشين، وكذلك مكافحة التلوث وحماية المجتمع. 

كما أنها جزء من مجموعة تقدّمية في الكونغرس تُعرف باسم **“The Squad”**، وتشتهر بمواقفها الصريحة والمنتقدة في قضايا مثل السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ودعم حقوق الفلسطينيين. 

 

 الخلاصة

مشروع القرار الذي قدمته النائبة **رشيدة طليب** بالاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة يمثل محطة مهمة في المسار الحقوقي والدبلوماسي. هو ليس مجرد مبادرة رمزية، بل يحمل مطالب قانونية واضحة تتعلق بوقف الدعم العسكري، ومحاسبة المتورطين في الجرائم، والالتزام بالمعاهدات الدولية. إن نجاح هذا المشروع، حتى على المستوى الرمزي، قد يفتح الباب أمام مزيد من الضغط الدولي على إسرائيل، ويعزز دور الولايات المتحدة في الالتزام بحقوق الإنسان وواجباتها القانونية.

 

* رشيدة طليب
* مشروع قرار الكونغرس
* الإبادة الجماعية في غزة
* الاعتراف بالإبادة الجماعية
* جرائم الاحتلال الإسرائيلي
* وقف تسليح إسرائيل
* اتفاقية منع الإبادة الجماعية
* المحكمة الجنائية الدولية
* محكمة العدل الدولية
* جرائم الحرب في غزة
* حقوق الإنسان في فلسطين
* الكونغرس الأمريكي وفلسطين
* عقوبات على إسرائيل
* العدالة للفلسطينيين
* المجازر في قطاع غزة
* السياسة الأمريكية وإسرائيل
* دعم الفلسطينيين دوليًا

 

 

**مشروع قرار تقدمت به النائبة الأمريكية رشيدة طليب للاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة يطالب بوقف تسليح إسرائيل ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب وفق اتفاقية منع الإبادة. تعرف على تفاصيل القرار، أهدافه، ومدى تأثيره على السياسة الأمريكية تجاه فلسطين.**