العفو عن الكاتب بُوعلام صنصال ونقله إلى ألمانيا لأسباب إنسانية

العفو عن الكاتب بُوعلام صنصال ونقله إلى ألمانيا لأسباب إنسانية

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

أعلنت الرئاسة الجزائرية الأربعاء 12 نوفمبر 2025، في بيان رسمي، أنها قرّرت منح العفو للكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، وبعد استكمال الإجراءات القانونية، وافقت على نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج “لدواعٍ إنسانية”. 

خلفية الواقعة

صنصال (76 عاماً) قُبِض عليه في نوفمبر 2024 في مطار العاصمة الجزائرية بعد عودته من فرنسا، ووجّهت له السلطات عدة تهم منها “المساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية” إضافة إلى “الترويج لأخبار كاذبة” و”القذف والإهانة” في حق الجيش ومؤسسات الدولة”. 
وفي يوليو 2025، أدانت محكمة جزائرية صنصال بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية، وهو ما أثار استنكاراً من قبل البعض باعتبار أنه يتعلّق بحرية الرأي والتعبير.
العلاقات بين الجزائر وفرنسا كانت متوترة مسبقاً، لا سيما بسبب دعم باريس مقترح الحكم الذاتي المغربي لإقليم الصحراء، ما جعل قضية صنصال ذات أبعاد دبلوماسية أيضاً. 

لماذا الآن؟ دوافع القرار

تلقى الرئيس عبد العزيز تبون في 10 نوفمبر الجاري طلباً رسمياً من الرئيس الألماني فرانك‑فالتر شتاينماير بالعفو عن صنصال ونقله لتلقي العلاج.

البيان الرئاسي أشار إلى أن تبون “تفهم أبعاد الطلب الإنسانية” وقرر التجاوب معه استناداً إلى الدستور الذي يُنظِّم منح العفو. 

الحالة الصحية لصنصال كانت متدهورة، وتقدّم في السن، ما استدعى النظر في طلب نقله لأسباب إنسانية. 

الأبعاد السياسية والدبلوماسية

القرار يحمل رسالة بأن الجزائر ترغب في “تهدئة” بعض التوترات الدولية، لا سيما مع ألمانيا، وربما أيضاً تحسين صورتها في ما يتعلق بحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، قد يُنظر إلى القرار كخطوة انتقائية في ملف حرية التعبير: فقد بقيت التهم الموجّهة لصنصال قائمة في حيثيات القرار، لكن التنفيذ (العفو والنقل) جاء “إنسانياً”.

كما أنّه يُشكّل تمهيداً لإعادة النظر في مواقف الجزائر حيال معالجة القضايا المحسّوسة داخلياً وخارجياً، لاسيما في ظل الضغط الدولي والمفاوضات الإقليمية.

image about العفو عن الكاتب بُوعلام صنصال ونقله إلى ألمانيا لأسباب إنسانية

ما الاستنتاجات؟

هذا القرار يعكس توازناً بين الاعتبارات الأمنية والسياسية (حفظ وحدة الدولة ومؤسساتها) وبين الاعتبارات الإنسانية والدولية (نقل شخص مريض/كبير في السن).

قد يكون بمثابة دليل على أن الجزائر مستعدة لإجراء تغييرات في ممارساتها، خاصة تحت ضغط خارجي أو في إطار علاقاتها الدولية.

لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية القضاء والحريات في الجزائر: هل العفو مؤقت أو استثنائي؟ وهل يستفيد منه سوا صنصال؟

وأخيراً، النقل إلى ألمانيا يُبرز دور الدول الأوروبية في التأثير على سياسات دولٍ مجاورة أو شريكة، من خلال طلبات إنسانية–دبلوماسية.

البُعد الدبلوماسي: لماذا تدخلت ألمانيا؟ ولماذا الآن؟

القرار جاء بعد طلب رسمي من الرئيس الألماني لإجراء «بادرة إنسانية» ونقل صنصال لتلقي علاج طبي في ألمانيا. تدخل ألمانيا — بدعوى إنسانية — يضع القرار داخل سياق دبلوماسي أوسع: علاقات الجزائر مع أوروبا (فرنسا وألمانيا أساسًا) كانت متوترة خلال العامين الماضيين لأسباب متعددة (خلافات تاريخية وسياسية وإقليمية). الاستجابة الجزائرية قد تعكس رغبة في التهدئة/المصالح الدبلوماسية مع شريك أوروبي مهم، أو استجابة لربط إنساني-شخصي بين الرؤساء في لحظة ضغط دولي.


التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Najib Snaike تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.