
الهدنة في غزة توديع ليل الحرب واستقبال فجر السلام
الهدنة في غزة
توديع ليل الحرب واستقبال فجر السلام

مقدمة
تُعدّ الهدنة المعلنة في غزة في أكتوبر 2025 محطة محورية في مسار الحرب الدامية التي أنهكت القطاع وأثقلت كاهل سكانه على مدى عامٍ كامل من القصف والتدمير والحصار. فبعد شهورٍ من المفاوضات الشاقة، والتجاذبات السياسية بين الأطراف الإقليمية والدولية، تم التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين **إسرائيل** و**حركة حماس**، يُنظر إليه كـ"المرحلة الأولى" في خطة شاملة لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
اولا :: ماهية الهدنة ومضامين الاتفاق*
تكتسب هذه الهدنة أهميتها من كونها لا تمثل مجرد توقف مؤقت للأعمال العسكرية، بل خطوة سياسية وإنسانية تسعى لإعادة بناء الثقة المفقودة بين الأطراف، وتهيئة الأرضية لسلامٍ أكثر استدامة. فالاتفاق، بحسب ما أُعلن، يتضمن **انسحاب القوات الإسرائيلية** من مناطق داخل القطاع، و**تبادل الأسرى**، و**إدخال المساعدات الإنسانية** دون قيود، إضافة إلى **عودة النازحين** تدريجيًا إلى منازلهم المدمّرة. وهي إجراءات تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية الأطراف في الانتقال من منطق الحرب إلى منطق الحل السياسي.
ثانيا :البعد الدولي والإقليمي للهدنة**
من منظورٍ إستراتيجي، يمكن اعتبار الهدنة بداية تحوّل في الموقف الدولي من الأزمة. إذ لعبت الولايات المتحدة وقطر ومصر أدوارًا مركزية في الوساطة، إلى جانب الأمم المتحدة التي حذّرت مرارًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة. ويبدو أن الضغوط الدولية، إلى جانب تزايد الانتقادات لسياسات الحرب الإسرائيلية، قد أسهمت في دفع تل أبيب إلى قبول صيغة وقف النار، ولو مؤقتًا، لالتقاط الأنفاس وترميم صورتها أمام الرأي العام العالمي.
ثالثا :الموقف الفلسطيني وتحديات ما بعد الهدنة**
في المقابل، ترى حماس وحركات المقاومة الأخرى أن الهدنة تمثل فرصة لإعادة ترتيب الصفوف وتثبيت حضورها السياسي بعد أن صمدت في وجه أعتى آلة عسكرية في الشرق الأوسط. لكنها أيضًا تواجه تحديًا كبيرًا في استثمار هذه الهدنة لتمكين الحلول الوطنية، وتحويل الصمود العسكري إلى مكاسب سياسية تخدم القضية الفلسطينية.
رابعا :: العقبات المحتملة أمام نجاح الهدنة**
ورغم التفاؤل النسبي، فإن الطريق إلى إنهاء الحرب ما زال محفوفًا بالمخاطر. فالتجارب السابقة أثبتت هشاشة الاتفاقات
حين تغيب الإرادة السياسية أو تُستخدم الهدنة كأداة تكتيكية مؤقتة. لذلك، فإن نجاح المرحلة الأولى يتوقف على **التزام الطرفين**
بالبنود المتفق عليها، وعلى وجود **رقابة دولية فعّالة** تضمن عدم العودة إلى التصعيد.
خامسا :الهدنة تمثل بداية الطريق نحو إنهاء الحرب
في الجوهر، تمثل هدنة غزة **بداية محتملة لنهاية الحرب**، لكنها ليست نهاية بحد ذاتها. فهي تحتاج إلى رؤية سياسية متكاملة تعالج جذور الصراع: الاحتلال، والحصار، والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فإذا ما تحولت هذه الهدنة إلى مدخل لحوار شامل يقود إلى تسوية عادلة ودائمة، فربما تكون غزة — بعد سنواتٍ من الدمار — على أعتاب فجرٍ جديد من السلام والكرامة.
خــــــاتـــــمــــة
في النهاية مبروك لاخواتنا الفلسطينيين انتهاء الحرب أخيرًا، وربنا يفك عنهم ويخفف أحزانهم وكربهم، وينصرهم على أعداءهم... شرفتونا بصمودكم وتضحيتكم بكل غالي ونفيس، وانتم شرف الأمة العربية كلها، ربنا يحفظكم ويجعلها آخر المآسي والأحزان، وتكون دي بداية لحل عادل لقضيتكم الأنبل على وجه الأرض.