*ما هي قوات الدعم السريع؟ مهامها، قيادتها، تمويلها، والدمار الذي تسببته في السودان

*ما هي قوات الدعم السريع؟ مهامها، قيادتها، تمويلها، والدمار الذي تسببته في السودان

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

ما هي قوات الدعم السريع؟ 

مهامها، قيادتها، تمويلها، والدمار الذي تسببته في السودان

image about *ما هي قوات الدعم السريع؟ مهامها، قيادتها، تمويلها، والدمار الذي تسببته في السودان

 

تُعد قوات الدعم السريع واحداً من أبرز الفواعل المسلحة التي تغيّرت أدوارها في المشهد السوداني، من قوة شبه حرب-خاصة في إقليم دارفور إلى لاعب رئيسي في الصراع الجاري منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية (الجيش) وقوات الدعم السريع. في هذا المقال نستعرض من هي قوات الدعم السريع، ما مهامها المعلنة، من يقودها، من يمولها، وما الدمار الذي تسبّبته، مع تحليل أسباب تأثيرها على السودان.

1. التعريف والنشأة

* نشأت قوات الدعم السريع (RSF) رسميّاً سنة 2013 كقوة شبه عسكرية ضمن بنى نظامية أقل وضوحاً، لكنها جذورها أقدم في أتباع ميليشيات «الجنجويد» التي نشطت في إقليم دارفور في بدايات الألفية.
* بحسب موقعها الرسمي، تقول إنها “قوات وطنية تُعمل تحت أمر القائد العام للقوات المسلحة” وتهدف إلى «الولاء لله، والوطن، وتنفيذ المبادئ العامة للقوات المسلحة». 
* لكن الواقع يشير إلى أنها تجاوزت دوراً تابعاً لتصبح فاعلاً مستقلاً ذا بنية قيادية واقتصادية بذاتها. 

2. القيادة والمسؤولون

* يقودها منذ سنوات محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». 
* تحت قيادته أصبحت RSF قوة مؤثرة داخلياً وخارجياً، وقد أعلن نائب قائدها في أحد التصريحات أنّ لديها «مليون جندي». (
* القيادات العليا تشمل أفراداً من أسرته أو حلفائه، مما يعطيها طابعاً شبه عائلي أو تحكّمي في بنية اتخاذ القرار. 

3. المهام المعلَنة… وما وراءها

* المهام المعلَنة تشمل حماية الحدود، مكافحة التهريب، الهجرة غير الشرعية، والمشاركة في حفظ الأمن، حسب موقعها الرسمي. 
* لكن في الواقع، تحولت إلى قوة مسلحة تشارك في الصراعات الداخلية، وتقاتل في ولايات السودان المتعددة، وتسيطر أيضاً على موارد اقتصادية كالمناجم أو المنافذ. 
* خلال الصراع الأخير مع الجيش السوداني، أصبحت RSF طرفاً فاعلاً في النزاع المسلّح مباشرة، وليس فقط كقوة مساندة.

4. مصادر التمويل

* واحدة من أبرز الخصائص التي مكنت قوات الدعم السريع من صمودها ونفوذها هي سيطرتها على قطاع اقتصادي خارج رقابة الدولة التقليدية: مناجم الذهب في دارفور. 
* التقرير يقول: «سيطرت على مناجم … في جنوب كردفان، وكانت أحد المصادر التمويلية الأساسية لها». 
* كذلك، هناك ما يقول إنه حصلت على أموال مقابل مشاركة مقاتليها في الخارج، كمشاركتها في اليمن ضمن «عاصفة الحزم» مثلاً. 
* أما عن دعم خارجي مباشر أو تسليح، فثمة اتهامات بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت دعماً أو تسليحاً، رغم إنكار الإمارات. 

5. ماذا من حجم الدمار الذي تسبّبته؟

* خلال الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وRSF، ارتكبت RSF، حسب تقارير دولية، أعمالاً عدّة أدّت إلى قتلٍ جماعي، تهجير واسع، دمار للبنية التحتية، وتشريد الملايين. 
* في إقليم دارفور خصوصاً، اتهمت RSF بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، منها توجيه العنف على أساس عرقي. 
* سيطرتها على المناجم والطرق التجارية استخدمت اقتصادياً وأمنياً لتعزيز مواقعها، ما ساهم في تأجيج الصراع والدمار الاقتصادي في المناطق المتضرّرة. 
* مثال: انتشرت تقارير عن قصف مستودعات وقواعد عسكرية تم تنفيذها من قبل RSF، ما أضاف إلى حالة الانهيار في الأمن والبنى. 

 6. لماذا زاد نفوذها وهل هي قانونية؟

* بعدما كانت مليشيا أو قوة مساندة، تحولت إلى كيان له طموحات سياسية واقتصادية، ومحاولات لإضفاء شرعية رسمية، مثل إعلان “حكومة موازية” أو تحالفات سياسية – ما رفضته جهات أخرى. 
* القانون السوداني أصدر في 2017 قانوناً يُعيد تنظيمها كقوة ضمن مؤسسات الدولة، لكن الواقع يشير إلى أن سلطتها تفوق كثيراً الصيغة القانونية. 
* بعض المراقبين يرون أن تزايد قوتها جاء نتيجة الفراغ الأمني والتهميش الاقتصادي في بعض المناطق، خصوصاً دارفور، مما جعلها تبدّل واقعاً كانت ولايات متعددة فيه تحت حكم هشّ.

 7. تأثيرها على السودان – سياق أوسع

* الاقتصاد: سيطرة RSF على مناجم الذهب والموارد الأخرى تعني أن جزءاً كبيراً من عوائد الدولة لا يدخل الخزينة الرسمية، بل يذهب إلى تسليح وتمويل القوة.
* السياسة: وجودها كطرف مسلّح واقتصادي يجعل الحلّ السياسي في السودان أكثر تعقيداً، فالأمر ليس فقط صراعاً بين الجيش والمدنيين، بل بين مؤسسات ظلّ.
* الإنسانية: تشريد الملايين، دمار المدن والطرق، انقطاع الخدمات — كل ذلك خلق أزمة إنسانية هائلة في السودان، تُلقي بآثارها على المنطقة والقارة.

 8. ماذا يعني ذلك للمستقبل؟

* إذا لم يتم إدماج قوات الدعم السريع ضمن منظومة أمنية وقانونية واضحة، فإن وجودها يمثل تهديداً لاستقرار السودان.
* التوصل إلى حلّ سياسي يشملها أو يُحلّها مؤسسياً يُعدّ من مقومات السلام الدائم.
* سياسات التمويل والاقتصاد يجب أن تُعاد هيكلتها، ومنع تمويل غير شفاف من المناجم أو التجارة غير المشروعة.
* مراقبة المجتمع الدولي لجرائم الحرب والانتهاكات ضرورة لإعادة الشرعية والسلام.

 خاتمة

قوات الدعم السريع ليست مجرد ميليشيا أو قوة مساندة عسكرية، بل أصبحت لاعباً مركزياً في المشهد السوداني، لديها قيادة واضحة، تمويل كبير، ومساحات نفوذ حقيقية. الدمار الذي تسبّبته في السودان ليس نتيجة معارك عابرة، بل انعكاس لتحولها إلى كيان شبه دولة. مستقبل السودان مرهون بإيجاد نموذج دمج أو إصلاح ينهي هذه الحالة ويضمن الدولة المدنية والمؤسسات. إن فهم “من تكون قوات الدعم السريع؟” ليس نقاشاً أكاديمياً فقط، بل أساس لفهم الأزمة السودانية الحالية، والسبيل نحو السلام والاستقرار.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
احمد المصرى Pro تقييم 5 من 5.
المقالات

159

متابعهم

90

متابعهم

836

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.