رجل الأعمال محمود فؤاد عثمان يتبرع بـ 750 مليون جنيه لبناء مستشفى سرطان الأطفال في الصعيد
رجل الأعمال محمود فؤاد عثمان
يتبرع بـ 750 مليون جنيه لبناء مستشفى سرطان الأطفال في الصعيد

مقدمة
في زمنٍ أصبحت فيه أخبار الصراعات والغلاء تملأ العناوين، يطل علينا بين الحين والآخر نموذج مضيء يذكّرنا أن **الخير لا يزال حيًّا في قلوب المصريين**.
ومن بين هؤلاء الرجال الذين يعيدون الثقة في الإنسانية، جاء رجل الأعمال المصري **محمود فؤاد عثمان**، المقيم في دولة الكويت، ليُعلن تبرعه السخي بمبلغ **750 مليون جنيه مصري** من ماله الخاص لإنشاء **مستشفى متكامل لعلاج سرطان الأطفال** بمحافظة قنا، في **مدينة أبوتشت**، ليكون منارة طبية تخدم أهالي الصعيد وتخفف معاناتهم.
حلم يتحقق لأبناء الصعيد
لطالما عانى أبناء محافظات الصعيد من مشقة السفر إلى القاهرة أو المحافظات الكبرى لتلقي العلاج، وخاصة مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة ومتواصلة.
لكن مبادرة رجل الخير **محمود فؤاد عثمان** جاءت لتغيّر هذه المعاناة إلى أمل، من خلال مشروع ضخم لبناء **مستشفى سرطان الأطفال بالصعيد** على مساحة تُقدر بنحو **12 ألف متر مربع**، بجوار المواقف ومجمع الشرطة بمدينة أبوتشت، وهي المدينة التي وُلد فيها هذا الرجل الكريم ونشأ بين أهلها.
من هو محمود فؤاد عثمان؟
هو **رجل أعمال مصري ناجح** يقيم منذ سنوات طويلة في دولة الكويت، ويمتلك سجلًا حافلًا من الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية.
ينحدر “عثمان” من **قرية السليمات** التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا، وظل مرتبطًا بجذوره وأبناء قريته رغم اغترابه، مؤمنًا بأن من حق الصعيد أن يحظى بخدمات طبية تليق بكرامة الإنسان المصري.
تبرعه ليس الأول من نوعه، بل يأتي امتدادًا لمسيرة من العطاء المستمر والمشاركة المجتمعية، ليؤكد أن **الانتماء الحقيقي للوطن لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال.**
المستشفى… رسالة إنسانية قبل أن تكون مشروعًا طبيًا
يرى محمود فؤاد عثمان أن بناء المستشفيات في المناطق الفقيرة هو **أعظم أنواع الصدقات الجارية**، لأنها تُنقذ حياة إنسان وتخفف ألم طفل وتعالج أمًّا أو أبًا يعاني بصمت.
لذلك أعلن أن المشروع سيكون **مجانيّ الخدمة** للأطفال غير القادرين، مزوّدًا بأحدث الأجهزة الطبية العالمية، وغرف علاج كيماوي متطورة، ووحدات للعناية المركزة، ومعامل متخصصة، ليصبح المستشفى مركزًا طبيًا متكاملًا يخدم محافظات الصعيد كافة.
الصعيد في حاجة إلى هذا النموذج
من المعروف أن محافظات الصعيد، وعلى رأسها قنا وسوهاج وأسيوط، تعاني من **نقص حاد في المستشفيات المتخصصة**، خاصة في علاج الأورام.
ولهذا فإن مبادرة إنشاء مستشفى سرطان الأطفال في أبوتشت تمثل خطوة تاريخية نحو **العدالة الصحية بين أبناء الوطن**، وتأكيدًا على أن التنمية الحقيقية تبدأ من الجنوب، لا من العاصمة فقط.
كما ستوفر المستشفى فرص عمل للشباب من أبناء المنطقة، وتدعم السياحة العلاجية في الصعيد، مما يجعلها مشروعًا إنسانيًا وتنمويًا في الوقت ذاته.
دعم مجتمعي ورسالة أمل
لاقى إعلان التبرع **ترحيبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي**، حيث عبّر آلاف المواطنين عن تقديرهم العميق لهذا الرجل، الذي اختار أن يُسخّر ماله لخدمة وطنه وأبناء بلده بدلًا من الاستثمار الشخصي. وتداول النشطاء كلمات الإشادة والدعاء قائلين:
"ربنا يبارك فيك يا محمود فؤاد عثمان، ويكثر من أمثالك اللي بيحسسونا كل فترة إن لسه الدنيا بخير."
هذا التفاعل الكبير يعكس مدى **تعطّش المجتمع المصري لرموز الخير والقدوة**، خصوصًا في زمن صارت فيه المبادرات الإنسانية أملًا يُنعش القلوب.
مصر بخير برجالها
تبرع محمود فؤاد عثمان ليس مجرد حدث خيري عابر، بل هو **رسالة قوية بأن أبناء مصر في الداخل والخارج يحملون في قلوبهم حب الوطن** ويعبّرون عنه بالأفعال.
فحين يقرر رجل أعمال أن يُقدّم ثلاثة أرباع مليار جنيه لبناء صرح طبي، فهذا يعني أنه يدرك أن **الثروة الحقيقية ليست في المال، بل في العطاء**.
وهو نموذج يستحق التكريم، لأنه جسّد معنى الوطنية الصادقة، وربط بين النجاح الشخصي والمسؤولية المجتمعية، في وقت تحتاج فيه مصر إلى مثل هذه القدوات التي تعيد التوازن بين “الربح” و“الرحمة”.
خاتمة
إن مبادرة رجل الأعمال محمود فؤاد عثمان** ببناء **مستشفى سرطان الأطفال في الصعيد** ليست فقط مشروعًا طبيًا ضخمًا، بل هي **رسالة حب ووفاء من ابنٍ لوطنه وأرضه**.--- لقد أعاد بهذا العمل الأمل لآلاف الأسر في الجنوب، وأثبت أن الخير باقٍ في نفوس المصريين، وأن من يزرع الخير يحصد الدعاء والاحترام.
تحية تقدير لكل من يزرع بسمة على وجه طفل مريض، ولكل من يجعل من ماله جسرًا للرحمة والعطاء.
حقًا، **لا تزال الدنيا بخير... ما دام فيها رجال مثل محمود فؤاد عثمان.**