المتحف المصري الكبير: أيقونة حضارية على أرض الفراعنة

المتحف المصري الكبير: أيقونة حضارية على أرض الفراعنة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

المتحف المصري الكبير : أكبر و أهم متحف مصري في التاريخ
 


في قلب الجيزة، وعلى بُعد خطوات من أهرامات مصر الخالدة، يتربع المتحف المصري الكبير كأحد أعظم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين. إنه ليس مجرد مبنى ضخم يحتضن الآثار، بل هو شهادة حية على عبقرية المصريين القدماء، ورؤية حديثة تسعى إلى إعادة تقديم التاريخ المصري للعالم بأسلوب عصري ومبهر.

 


 النشأة والفكرة


بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، حين أدركت الدولة المصرية الحاجة إلى صرح جديد يليق بعظمة الحضارة المصرية، ويستوعب الكم الهائل من القطع الأثرية التي تفيض بها مخازن المتاحف القديمة. وفي عام 2002، تم وضع حجر الأساس للمتحف، إيذانًا بانطلاق رحلة طويلة من التخطيط والبناء.

وقد فاز مكتب "هينيغان بنغ" المعماري الإيرلندي بتصميم المشروع، بعد مسابقة دولية نظمتها مصر بالتعاون مع اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين. التصميم جاء مستوحى من أشعة الشمس التي تمتد من قمم الأهرامات الثلاثة، لتلتقي في كتلة مخروطية تمثل المتحف، وكأنه هرم رابع يضاف إلى الثلاثة العظام.
 


 الموقع والمساحة

يقع المتحف على مساحة تبلغ 117 فدانًا، أي ما يعادل نحو 500 ألف متر مربع، في موقع استراتيجي يطل مباشرة على أهرامات الجيزة. هذا الموقع يمنح الزائر تجربة بصرية فريدة، حيث يمكنه مشاهدة الأهرامات من داخل القاعات الزجاجية للمتحف، مما يخلق تواصلًا بصريًا وروحيًا بين الماضي والحاضر.

image about المتحف المصري الكبير: أيقونة حضارية على أرض الفراعنة
 المقتنيات الأثرية
 


يضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، تم اختيارها بعناية من مختلف العصور المصرية القديمة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالعصر الفرعوني، ثم العصرين اليوناني والروماني. ومن أبرز هذه المقتنيات:

 


مجموعة الملك توت عنخ آمون: تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، وتضم أكثر من 5000 قطعة، من بينها القناع الذهبي الشهير الذي يزن أكثر من 10 كيلوغرامات من الذهب.
تمثال رمسيس الثاني: يستقبل الزوار في البهو العظيم، ويُعد من أبرز القطع الأيقونية التي ترمز لعظمة الحضارة المصرية.
التماثيل والبرديات والمومياوات: موزعة على قاعات عرض دائمة ومؤقتة، تحكي قصة تطور الفن والدين والعلوم في مصر القديمة.

 مركز الترميم

يحتوي المتحف على أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط، تم افتتاحه عام 2010. يضم المركز معامل متخصصة لترميم الأخشاب، المعادن، الأنسجة، والمومياوات، ويُعد منارة علمية في مجال حفظ التراث.
 


 تجربة الزائر

تم تصميم المتحف ليقدم تجربة متكاملة للزائر، تجمع بين التعليم والترفيه. تشمل الخدمات:
 


قاعات عرض تفاعلية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة
مكتبة ومركز معلومات
مسرح ثقافي
مطاعم ومقاهي تطل على الأهرامات
مناطق مخصصة للأطفال والأنشطة التعليمية


كما تم تجهيز المتحف ليستقبل نحو 15 ألف زائر يوميًا، مع توفير وسائل نقل حديثة، منها الخط الرابع لمترو الأنفاق الذي سيصل مباشرة إلى بوابة المتحف.


 الأثر العالمي


يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة فقط، وهو الحضارة المصرية القديمة. وقد وصفته العديد من المؤسسات العالمية بأنه سيتفوق على متاحف عريقة مثل اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن، نظرًا لحجمه ومحتواه الفريد.

وتتوقع مصر أن يسهم افتتاح المتحف في جذب أكثر من 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028، مما يجعله ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لتنشيط السياحة الثقافية.

 التحديات والإنجاز


لم يكن الطريق إلى افتتاح المتحف مفروشًا بالورود، فقد واجه المشروع تحديات مالية ولوجستية، وتأخر إنجازه لسنوات. إلا أن الإرادة السياسية، والدعم المستمر من القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانا عاملين حاسمين في تحويل الحلم إلى واقع.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
NBT bloggers تقييم 4.87 من 5. المستخدم أخفى الأرباح
المقالات

63

متابعهم

165

متابعهم

12

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.