سقوط الفاشر: الدعم السريع تسيطر على آخر معاقل الجيش في دارفور
الفاشر.. سقوط المعقل الأخير لدارفور يُنذر بـ "كارثة إنسانية مروعة"
الفاشر، السودان - (28 أكتوبر 2025)
دخلت الأزمة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مرحلة جديدة وخطيرة بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، وهو آخر معقل رئيسي للجيش السوداني وحلفائه في الإقليم. هذا التطور الميداني ليس مجرد تحول عسكري، بل نقطة فارقة تُهدد بكارثة إنسانية جديدة وعميقة في الإقليم الغربي من السودان.

أولاً: التطورات العسكرية والتحول الاستراتيجي
شهدت الفاشر، التي ظلت محاصرة لأكثر من 18 شهراً، معارك ضارية انتهت بـ:
سيطرة الدعم السريع: أعلنت قوات الدعم السريع إحكام قبضتها على مقر قيادة الجيش، مما يعني سيطرتها العسكرية شبه الكاملة على إقليم دارفور برمته.
انسحاب الجيش: أقرّت القيادة العامة للجيش السوداني (بقيادة عبد الفتاح البرهان) بـ "مغادرة" القوات للمدينة، مشيرة إلى أن القرار جاء بناءً على تقديرات ميدانية لتجنب المزيد من دمار المدنيين. ورغم ذلك، توعد البرهان بـ "قلب الطاولة" واستعادة المناطق التي سقطت.
الأهمية الجيوسياسية: يُنظر إلى سقوط الفاشر على أنها إشارة إلى ترسيخ السيطرة العسكرية لقوات الدعم السريع على غرب البلاد، مما يُعقد مسارات الحل السياسي ويُعمق مخاوف التقسيم.
ثانياً: الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان
تعد الفاشر اليوم بؤرة لإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين والنازحين أوضاعاً مروعة:
المجازر والانتهاكات: تواترت التقارير الدولية والمحلية عن ارتكاب فظائع وعمليات إعدام ميدانية واغتيالات بعد سيطرة الدعم السريع، مع مخاوف من دوافع إثنية وراء هذه الجرائم.
انهيار الخدمات: دُمرت معظم المرافق المدنية الحيوية والمستشفيات وتم نهبها، مما أدى إلى انهيار شامل للرعاية الصحية. وأفادت شبكة أطباء السودان بأن العشرات من الضحايا سقطوا وسط صعوبة بالغة في الوصول إلى المصابين.
أزمة النزوح: تدفق آلاف المدنيين في موجات نزوح جديدة من المدينة نحو مناطق مثل "طويلة"، في رحلة محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن أي مأوى آمن.
نقص الغذاء والدواء: يُعاني من تبقى داخل المدينة من جوع وشحّ في الإمدادات، خاصة بعد تعطيل طرق الإغاثة الإنسانية.
ثالثاً: الدعوات الدولية
أثارت التطورات في الفاشر ردود فعل دولية واسعة، كان أبرزها:
الأمم المتحدة: حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن ما يحدث في الفاشر هو "تصعيد مروع للنزاع"، ودعا إلى الوقف الفوري للقتال وتأمين ممر آمن للمدنيين.
دعوات المحاسبة: طالبت الحكومة السودانية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
في الختام، يبدو أن الفاشر، عاصمة سلطنة دارفور التاريخية، تدفع اليوم ثمناً باهظاً لموقعها الاستراتيجي، وسط مطالبات بإنقاذ ما تبقى من أرواح قبل أن تتحول المدينة بالكامل إلى رمز للموت والتدمير
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
(سورة النساء - الآية 93)
#الفاشر_تستغيث #السودان #دارفور #وقف_الحرب_في_السودان #كارثة_إنسانية #حماية_المدنيين #السودان_يحتضر