أخبار بإلغاء التقييمات الأسبوعية: إشاعة أم حقيقة؟
إلغاء فكرة التقييمات الأسبوعية : إشاعة أم واقع؟
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم، تبرز بين الحين والآخر أخبار تثير الجدل وتفتح باب التساؤلات حول مستقبل العملية التعليمية. ومن بين هذه الأخبار، ما تم تداوله مؤخرًا حول نية وزارة التربية والتعليم إلغاء التقييمات الأسبوعية المعتمدة في المدارس. وبين من يرى في ذلك خطوة إيجابية نحو تخفيف الضغط الدراسي، ومن يعتبره تراجعًا عن مبدأ المتابعة المستمرة، يبقى السؤال الأهم: هل هذه الأخبار إشاعة أم حقيقة؟
ما هي التقييمات الأسبوعية؟
التقييمات الأسبوعية هي اختبارات أو مهام قصيرة تُجرى في نهاية كل أسبوع دراسي، تهدف إلى قياس مدى استيعاب الطالب للمحتوى التعليمي الذي تم تدريسه خلال الأسبوع. وتُعد هذه التقييمات جزءًا من أعمال السنة، وتُستخدم كأداة لمتابعة تطور الطالب بشكل دوري، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الامتحانات النهائية.
وقد تم اعتماد هذا النظام في العديد من الدول ضمن خطط تطوير التعليم، لما له من فوائد تربوية، مثل تعزيز التعلم المستمر، وتحفيز الطلاب على المراجعة المنتظمة، وتوفير تغذية راجعة فورية للمعلمين والطلاب على حد سواء.
كيف بدأت الإشاعة؟
مع بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2024-2025، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تفيد بأن وزارة التربية والتعليم قررت إلغاء التقييمات الأسبوعية، وأن القرار جاء استجابةً لمطالبات أولياء الأمور الذين اشتكوا من الضغط النفسي الذي تسببه هذه التقييمات لأبنائهم.
وقد تفاعل عدد كبير من المستخدمين مع هذه الأخبار، حيث عبّر البعض عن ارتياحهم لهذا القرار المفترض، بينما أبدى آخرون قلقهم من تأثيره على جودة التعليم ومتابعة مستوى الطلاب. وسرعان ما تحولت هذه المنشورات إلى مادة للنقاش في المجالس العائلية والمدرسية، وسط غياب مصدر رسمي يؤكد أو ينفي الخبر في بدايته.
رد وزارة التربية والتعليم
بعد أيام من انتشار الإشاعة، أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا رسميًا نفت فيه صحة هذه الأخبار، مؤكدة أن "كل ما يتردد حول إلغاء التقييمات الأسبوعية غير صحيح، ولم يصدر أي قرار وزاري بهذا الشأن". وأضاف المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن "الوزارة ملتزمة بتنفيذ خططها التعليمية كما هي، والتقييمات الأسبوعية جزء لا يتجزأ من هذه الخطط".
كما شددت الوزارة على أهمية التقييمات الأسبوعية في تحسين جودة التعليم، مشيرة إلى أنها تساعد في الكشف المبكر عن نقاط ضعف الطلاب، وتمنح المعلمين فرصة لتعديل أساليب التدريس بما يتناسب مع احتياجات كل طالب.
آراء أولياء الأمور
رغم نفي الوزارة، لا تزال هناك أصوات تطالب بإلغاء أو تعديل نظام التقييمات الأسبوعية. فبعض أولياء الأمور يرون أن هذه التقييمات تُشكل ضغطًا نفسيًا على الأطفال، خاصة في الصفوف الأولى، حيث لا يزال الطالب في مرحلة التكيف مع البيئة المدرسية. كما أشار البعض إلى أن كثرة التقييمات تؤدي إلى إرهاق الطالب وتقلل من فرص التعلم التفاعلي.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه التقييمات ضرورية لضمان متابعة مستمرة لمستوى الطالب، وأنها تساهم في بناء عادات دراسية جيدة، مثل المراجعة المنتظمة والانضباط. ويؤكد هؤلاء أن إلغاء التقييمات الأسبوعية قد يؤدي إلى تراكم الدروس دون مراجعة، مما يضع الطالب أمام عبء أكبر في نهاية الفصل الدراسي.
وجهة نظر تربوية
من الناحية التربوية، يعتبر الخبراء أن التقييمات الأسبوعية تمثل أداة فعالة لتحسين جودة التعليم، بشرط أن تُنفذ بطريقة مرنة ومناسبة لسن الطالب. فالتقييم المستمر يساعد في تعزيز التعلم النشط، ويمنح الطالب فرصة لتصحيح أخطائه أولًا بأول.
ومع ذلك، يشدد التربويون على ضرورة عدم تحويل هذه التقييمات إلى مصدر ضغط، بل يجب أن تكون وسيلة لتحفيز الطالب، وليس لمعاقبته أو إحباطه. كما يُفضل أن تكون متنوعة في أساليبها، بحيث تشمل أنشطة عملية، وأسئلة تفكير نقدي، وليس فقط اختبارات تقليدية.
