رئيس كولومبيا... صوت الضمير الذي هزّ صمت العرب!**

رئيس كولومبيا... صوت الضمير الذي هزّ صمت العرب!**

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

رئيس كولومبيا... صوت الضمير الذي هزّ صمت العرب!

image about رئيس كولومبيا... صوت الضمير الذي هزّ صمت العرب!**

 

مقدمة 

في زمنٍ صارت فيه المواقف تُقاس بالمصالح لا بالمبادئ، ظهر رئيس كولومبيا **جوستافو بيترو** كصوتٍ مختلف، ضميرٍ حيّ في عالمٍ صامت.
رجلٌ لا ينتمي للعروبة جغرافياً، لكنه تجسّد فيها وجدانياً، حين قرّر أن يكون أول من يمد يد المساعدة إلى **غـزة** المنكوبة، بينما كثيرٌ من العرب اكتفوا بالتصريحات الباردة.

منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماه القاهرة، لم يذهب بيترو لالتقاط الصور أو حضور المراسم، بل أعلن فوراً عن **إرسال أطباء ومساعدات طبية عاجلة إلى غـزة**، وبناء **مستشفى ميداني** على الحدود لإنقاذ الجرحى من تحت الركام.

 ضمير حيّ في عالمٍ ميت

لم يتوقف بيترو عند الدعم اللوجستي أو السياسي، بل جسّد الإنسانية في أبهى صورها عندما زار الدوحة وطلب أن يكون أول لقاءٍ له مع **الأطفال الأيتام القادمين من غـزة**.
مشهدٌ مؤلم ومُلهم في آنٍ واحد: رئيس غير عربي يجلس بين أطفال فقدوا ذويهم، يستمع إليهم، يربّت على أكتافهم، ويعدهم بأن العالم ما زال فيه من يسمع صوتهم.

إنها لحظة نادرة في السياسة الحديثة، أن نرى زعيمًا يضع **القيم فوق الحسابات**، والرحمة قبل البروتوكولات.
في وقتٍ أصبحت فيه البيانات العربية تُكتب بعبارات “الأسف” و”القلق”، أظهر رئيس كولومبيا أن الضمير لا يحتاج إلى قومية أو دين حتى يكون حيًّا.

 السياسة التي لا تُباع

موقف كولومبيا لم يكن جديدًا تمامًا، فقد عبّر بيترو في أكثر من مناسبة عن رفضه للهيمنة الغربية وازدواجية المعايير.
لكن موقفه الأخير تجاه فلسطين لم يكن مجرد تصريحٍ عابر، بل **موقف دولةٍ كاملة** قررت أن تنحاز للحق في وجه آلة الدمار.
في أكتوبر الماضي، سحبت كولومبيا سفيرها من "إسرائيل" احتجاجًا على المجازر، وأعلنت تعليق التعاون العسكري، لتكون من أوائل دول أمريكا اللاتينية التي اتخذت موقفًا صريحًا وشجاعًا.

هذا القرار لم يكن سياسيًا فقط، بل **أخلاقيًا بامتياز**.
فبينما تحركت بعض الدول خوفًا من العقوبات أو الضغط الدولي، تحرك بيترو بإيمانٍ بأن الصمت على الظلم هو شراكة في الجريمة.

 🕊️ المفارقة المؤلمة... العرب صامتون والأجانب يتكلمون

المفارقة التي أوجعت الملايين أن من يدافع عن العرب اليوم **ليسوا العرب أنفسهم**.
في حين تصطف الشعوب العربية في الشوارع ترفع أعلام فلسطين، يكتفي بعض القادة بالبيانات الدبلوماسية والمواقف الرمادية.

أما الرئيس الكولومبي، فقد جعل من بلاده نموذجًا للموقف الإنساني النزيه.
بلدان في أمريكا اللاتينية مثل **بوليفيا وتشيلي وفنزويلا** سارت على خطاه، فسحبت سفراءها ونددت بالاحتلال، بينما استمر الصمت العربي الرسمي وكأن ما يحدث لا يعنيهم.

 🌎 لماذا كولومبيا تحديدًا؟

السؤال الذي طرحه الكثيرون: لماذا رئيس من قارةٍ بعيدةٍ عن الشرق الأوسط يقف بهذه الشجاعة؟
الجواب في التاريخ…
أمريكا اللاتينية، وخاصة كولومبيا، تعرف جيدًا معنى **الاستعمار والقهر والهيمنة**.
لقد عانت تلك الشعوب لعقودٍ من التدخلات الأجنبية، لذا تشعر بما يعانيه الفلسطينيون من ظلمٍ واحتلالٍ وإقصاء.

بيترو، الذي كان في شبابه مناضلاً يساريًا، يرى أن **الحرية لا تتجزأ**، وأن الوقوف مع فلسطين ليس خيارًا سياسيًا بل التزامًا أخلاقيًا تجاه الإنسانية.

 من القلب... رسالة إلى العرب

الرئيس الكولومبي لم يلقِ خطبًا نارية، ولم يتحدث بلسان الدين أو القومية، لكنه تحدث بلغةٍ عالميةٍ يفهمها الجميع:
لغة **الرحمة والعدالة**.

رسالته غير المعلنة للعرب كانت واضحة:

> "لا تنتظروا أن يدافع العالم عنكم ما لم تدافعوا أنتم عن أنفسكم."

بيترو ذكّرنا أن الإنسانية لا تُقاس بالجغرافيا، وأن الكرامة لا تحتاج جواز سفر عربي حتى تتحرك.
لقد كسر الجدار النفسي الذي جعل كثيرين يظنون أن دعم فلسطين حكرٌ على العرب فقط، وأثبت أن **القضية إنسانية قبل أن تكون قومية**.

 بين المواقف والضمائر

قد نختلف في السياسة، لكننا لا نختلف في المعنى الذي جسّده هذا الرجل.
لقد اختصر ما عجز عنه كثيرون بجملةٍ واحدةٍ من أفعاله لا من كلماته: > “حين يسكت العالم، يتحدث الضمير.”

وها هو الضمير قد تكلم بالكولومبية، بينما صمتت ألسنةٌ عربية كثيرة كانت أولى بالكلمة والموقف.

 

الخلاصة: دروس من رئيس غير عربي

موقف الرئيس الكولومبي ليس مجرد لفتة إنسانية، بل **درس سياسي وأخلاقي للعالم كله**:

1. أن الإنسانية لا تعرف الحدود.
2. وأن الضمير الحقيقي لا يحتاج هوية عربية.
3. وأن من يملك الشجاعة الأخلاقية يستطيع أن يهزم آلة الصمت والنفاق.

كولومبيا، الدولة التي تبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين، كانت أقرب إليها من عواصم عربية كثيرة، لأن القرب ليس مسافة... بل **موقف**.

رئيس كولومبيا جوستافو بيترو قدّم درسًا في الشجاعة والضمير الإنساني، بدعمه لغـزة ومواقفه الرافضة للظلم، ليصبح نموذجًا عالميًا للسياسة الأخلاقية التي افتقدها العالم العربي.

 

 الأسئلة الشائعة حول موقف رئيس كولومبيا من غزة

 1️⃣ من هو الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو؟

**جوستافو بيترو** هو رئيس كولومبيا منذ عام 2022، وكان في شبابه مناضلًا يساريًا. يُعرف بمواقفه المؤيدة للعدالة الاجتماعية ورفضه للهيمنة الأجنبية، ويُعد أول رئيس في تاريخ بلاده يتخذ موقفًا سياسيًا وإنسانيًا صريحًا تجاه **القضية الفلسطينية** ودعم **غزة** في مواجهة العدوان.

2️⃣ ما موقف كولومبيا من العدوان على غزة؟

اتخذت **كولومبيا** بقيادة بيترو موقفًا شجاعًا وغير مسبوق، حيث **سحبت سفيرها من إسرائيل** احتجاجًا على المجازر ضد المدنيين، وقررت **تعليق التعاون العسكري**، كما أعلنت عن **إرسال أطباء ومساعدات إنسانية وبناء مستشفى ميداني لغزة**، لتؤكد أن دعم المظلومين واجب إنساني قبل أن يكون سياسيًا.

 3️⃣ لماذا يُعد الرئيس الكولومبي رمزًا للضمير الإنساني؟

لأنه تصرّف بإنسانية نادرة في وقتٍ اكتفى فيه الكثير بالصمت.
لم يبحث عن مكسبٍ سياسي أو شهرةٍ إعلامية، بل **اختار الوقوف مع الحق**، واحتضن الأطفال الأيتام من غزة، وأظهر أن الضمير لا يحتاج هوية عربية أو دينية كي ينبض بالحياة.

 4️⃣ كيف كانت ردود الفعل العربية على موقفه؟

لاقى موقف الرئيس الكولومبي **ترحيبًا واسعًا من الشعوب العربية** التي رأت فيه نموذجًا حقيقيًا للقيادة الأخلاقية، بينما أثار **إحراجًا واضحًا بين بعض الأنظمة العربية** التي اكتفت بالصمت أو المواقف الرمادية.
لقد تحول بيترو إلى **رمز عالمي للشجاعة الإنسانية**، وأعاد طرح السؤال المؤلم: > لماذا يفعل الغرباء ما عجز عنه الأقربون؟

5️⃣ هل يمكن أن يلهم موقفه زعماء آخرين؟

نعم، فقد فتح بيترو الباب أمام **نموذج جديد من السياسة الأخلاقية** التي تضع العدالة قبل المصالح.
وإن تبنّت دول أخرى هذا النهج، فقد يشهد العالم مرحلة جديدة من التوازن الإنساني والسياسي، تُعيد للسياسة معناها النبيل.

موقف **الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو** من غزة أعاد تعريف السياسة في زمنٍ فقدت فيه الإنسانية معناها، وأثبت أن من يملك الضمير لا يحتاج جواز سفر عربي ليقف مع الحق. 
مقال تحليلي إنساني سياسي عن موقف رئيس كولومبيا الذي أبهر العالم بمساندته لغـزة ورفضه للصمت العربي، وكيف جسّد نموذجًا نادرًا في الأخلاق والضمير الإنساني وسط عالم تسيطر عليه المصالح والازدواجية.
رئيس كولومبيا، كولومبيا وغزة، مواقف إنسانية، دعم غزة، موقف أمريكا اللاتينية من فلسطين، التضامن مع الفلسطينيين، الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، الضمير الإنساني، المواقف العربية، العالم العربي وفلسطين، السياسة الإنسانية.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
احمد المصرى Pro تقييم 5 من 5.
المقالات

213

متابعهم

97

متابعهم

868

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.