العالم على حافة الزلزال الاقتصادي: حرب المعادن والبرمجيات بين واشنطن وبكين تدخل مرحلة اللاعودة

العالم على حافة الزلزال الاقتصادي: حرب المعادن والبرمجيات بين واشنطن وبكين تدخل مرحلة اللاعودة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

العالم على حافة الزلزال الاقتصادي

 حرب المعادن والبرمجيات بين واشنطن وبكين تدخل مرحلة اللاعودة

العالم على حافة الزلزال الاقتصادي   حرب المعادن والبرمجيات بين واشنطن وبكين تدخل مرحلة اللاعودة

 مقدمة المقال

في صمتٍ يملأ العالم ترقّبًا، تصاعدت خلال الأيام الماضية ملامح **الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين**، لكنها ليست حربًا بالصواريخ أو الجنود، بل بالمعادن النادرة، والبرمجيات الحساسة، والرسوم الجمركية، في معركة اقتصادية تُعيد رسم خريطة النفوذ العالمي.
لكن الزلزال الحقيقي وقع قبل ساعات، عندما أعلن **الرئيس الأمريكي دونالد ترامب** عن حزمة قرارات وُصفت بأنها الأخطر منذ عقود، ما ينذر بتغيير قواعد اللعبة تمامًا في الاقتصاد الدولي.

 القرار الأمريكي المفاجئ

أعلن ترامب أن **الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 100% على كل واردات الصين** اعتبارًا من **1 نوفمبر 2025**، لتُضاف فوق أي رسوم قائمة بالفعل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل أعلن أيضًا فرض **قيود تصدير صارمة** على "أي وجميع البرمجيات الحساسة"، بمعنى أن واشنطن ستمنع بكين من الحصول على أي تكنولوجيا تُعتبر "حرجة" للأمن القومي الأمريكي، من برمجيات الذكاء الصناعي إلى تقنيات الحوسبة الكمّية وأنظمة الملاحة الذكية.

بهذه الخطوة، تكون **الولايات المتحدة قد فتحت جبهة اقتصادية شاملة** ضد الصين، في وقتٍ تحاول فيه الأخيرة تعزيز نفوذها في الأسواق الآسيوية والإفريقية عبر استثمارات استراتيجية ضخمة.

 ردّ الصين وإشعال فتيل الحرب الاقتصادية

ردّ الصين لم يتأخر، إذ أعلنت عن **قيود ضخمة على تصدير المعادن النادرة**، التي تُنتج منها أكثر من **70% من إجمالي الإنتاج العالمي**.
وهذه المعادن ليست مواد عادية، بل تُعد العمود الفقري للصناعات الحديثة:

* تصنيع **السيارات الكهربائية**.
* بناء **الرقائق الإلكترونية الدقيقة.
* تطوير **الصواريخ الدفاعية والطائرات المسيرة*
* إنتاج **المغناطيسات الفائقة** المستخدمة في الصناعات الفضائية والطاقة النظيفة.

بهذا القرار، استخدمت الصين أخطر سلاح اقتصادي تملكه، لتُصعّد مواجهة مباشرة مع واشنطن، وتُرسل رسالة مفادها: “من يسيطر على المعادن النادرة يملك مفاتيح التكنولوجيا الحديثة”.

 ترامب يردّ على “تروث سوشيال”

في منشورٍ ناري على منصته **"تروث سوشيال"**، اتهم ترامب الصين بأنها "اتخذت موقفًا عدائيًا غير مسبوق ضد العالم كله"، مؤكدًا أن الخطوة الصينية "خطة موضوعة من سنوات طويلة للهيمنة على سلاسل الإمداد العالمية".
وأضاف أن الولايات المتحدة “لن تسمح لأي دولة بابتزاز العالم بالتكنولوجيا أو بالمواد الخام الحيوية”، في إشارة إلى أن واشنطن مستعدة لتحمّل أي تبعات اقتصادية مقابل حماية تفوقها الصناعي.

 تداعيات القرار على الاقتصاد العالمي

يرى خبراء الاقتصاد أن هذه القرارات تمثّل **بداية مرحلة اللاعودة في الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين**، وأن العالم مقبل على اضطرابات غير مسبوقة في قطاعات حيوية:

1. **ارتفاع أسعار التكنولوجيا والإلكترونيات**: بسبب نقص المكونات الحيوية والمعادن الداخلة في التصنيع.
2. **زيادة معدلات التضخم الصناعي** عالميًا مع بداية نوفمبر 2025.
3. **تقلّب أسواق الأسهم والمعادن النادرة** بشكل حاد، خاصةً في آسيا وأوروبا.
4. **تحول الاستثمارات إلى مناطق بديلة** مثل الهند، فيتنام، وإندونيسيا، التي قد تستفيد من هذا الصراع كمراكز إنتاج جديدة.

النتيجة المتوقعة أن العالم سيدخل مرحلة "إعادة تموضع اقتصادي" جديدة، حيث ستسعى الدول الكبرى لتأمين مواردها الاستراتيجية وتقليل اعتمادها على الصين.

 تحليل استراتيجي: هل يمكن احتواء الأزمة؟

برغم التصعيد، يرى بعض المحللين أن **كلا الطرفين يدرك أن المواجهة المفتوحة مكلفة للغاية**. فالصين تعتمد جزئيًا على السوق الأمريكي لتصريف منتجاتها، فيما تعتمد الولايات المتحدة على الصين كمصدر رئيسي للمواد الخام النادرة.
لكن مع توجه واشنطن لبناء تحالفات اقتصادية مع أوروبا واليابان والهند، ومع سعي الصين لتوسيع نفوذها في "مبادرة الحزام والطريق"، يبدو أن العالم يتجه لتقسيم اقتصادي جديد شبيه بعصر الحرب الباردة القديمة، لكن بأسلحة رقمية وذكية هذه المرة.

 خاتمة: العالم على أعتاب تضخم تكنولوجي جديد

من الواضح أن ما حدث لم يكن مجرد تصعيد مؤقت، بل **تغيير جذري في موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية**. فبدءًا من نوفمبر المقبل، سيدخل العالم عصرًا جديدًا من **الحروب الاقتصادية الذكية**، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعادن النادرة والبرمجيات الحساسة.
وبينما تحاول القوى الكبرى حماية مصالحها، يبقى السؤال الأخطر:
هل نحن أمام **عصر جديد من الانقسام الاقتصادي العالمي**، أم بداية انهيار منظومة التجارة الحرة التي بُني عليها الاقتصاد الحديث منذ نصف قرن؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

42

متابعهم

67

متابعهم

690

مقالات مشابة
-