حكم محكمة جنايات المنيا على “يوسف” بالسجن 15 سنة : رسالة رادعة ضد الابتزاز الإلكتروني
حكم محكمة جنايات المنيا على “يوسف” بالسجن 15 سنة
: رسالة رادعة ضد الابتزاز الإلكتروني

في واحدة من أقوى القضايا التي أثارت الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية، أصدرت **محكمة جنايات المنيا** برئاسة المستشار **سليمان عطا** حكمًا رادعًا بمعاقبة شاب يُدعى **يوسف** بالسجن **المشدد 15 سنة**.
والمفاجأة الكبرى أن الحكم لم يكن بسبب **قتل**… ولا **اغتصاب**… ولا حتى **شروع في قتل**.
الحقيقة أن القضية كانت تتعلق بشيء أخطر وأقرب لواقعنا اليوم: **الابتزاز الإلكتروني**.
الحكم صادر في القضية رقم **1021 لسنة 2022 جنايات مركز سمالوط غرب** والمُقيدة برقم **43 لسنة 2022 كلى جنايات جنوب المنيا**.
*تاريخ النطق بالحكم** صدر يوم **7 أبريل 2022** تقريبًا.
البداية: “جاسمن”.. فتاة 17 سنة وقعت في الخطأ لكنها لجأت للقانون
القصة بدأت عندما قامت فتاة قاصر، عمرها 17 سنة وتُدعى **جاسمن**، بإرسال **4 صور خادشة للحياء** إلى الشاب “يوسف” عبر تطبيق واتساب، برضاها.
ومهما كان الدافع، ومهما كان الخطأ… إلا أن ما حدث بعدها كان الأخطر.
يوسف استغل امتلاكه الصور، وبدأ في **تهديد الفتاة صراحةً على الواتساب** بأنه سينشر صورها ما لم تستجب لمطالبه الجديدة، والتي شملت:
* إرسال محتوى آخر أكثر خطورة
* تنفيذ طلبات تحت الضغط
* الاستسلام للابتزاز خوفًا من الفضيحة
إلى هنا انتهى دور “الخطأ”، وبدأ دور **الجريمة**.
التحرك السريع: بلاغ.. وأدلة جاهزة

عندما أخبرت الفتاة أسرتها، تحركوا فورًا وتقدموا ببلاغ رسمي.
لم يحتج الأمر:
* تحريات معقدة
* شهود
* أدلة متشعبة
الأمر كان واضحًا ومباشرًا:
**محادثات كاملة على الواتساب** تثبت التهديد والابتزاز.
دفوع محامي المتهم: “البنت بعتت الصور برضاها
خلال جلسات المحكمة لم يكن لدى محامي يوسف سوى دفاع واحد:
> “الصور بعتها له برضاها… يعني مش سرقها ولا ضحك عليها.”
لكن المحكمة كانت لها الكلمة الأقوى.
رد المحكمة: “العبرة ليست بطريقة الحصول على الصور”
في حكم تاريخي وغاية في الدقة القانونية، أكدت المحكمة أن:
✔ العبرة ليست في كيفية الحصول على الصور**
سواء كانت:
* برضا الفتاة
* بالخداع
* بالخلسة
* بالإكراه
* أو حتى تركيب وفبركة
✔ الجريمة تتحقق عند استخدام الصور بشكل غير مشروع**
أي تهديد…
أي ضغط…
أي محاولة ابتزاز…
يعاقب عليها القانون بقسوة.
ولهذا قضت المحكمة بـ **السجن المشدد 15 سنة** على يوسف.
لماذا 15 سنة؟ وما معنى “السجن المشدد”؟
عقوبة الابتزاز الإلكتروني في القانون المصري قد تصل إلى:
* **الحبس المشدد**
* أو السجن لسنوات طويلة
* حسب طبيعة الجريمة
* وحالة الضحية (وجاسمن قاصر)
وهنا توافرت العناصر كلها:
* قاصر
* تهديد صريح
* محاولة إجبار
* صور خادشة
* ابتزاز متكرر
ولهذا جاء الحكم بأقصى درجات التشديد.
هل سيجرؤ أي شاب في القرية على تكرار الأمر؟
هذا هو السؤال الذي يتداوله أهل المنطقة اليوم…
وهو بالفعل السؤال الأهم:
هل بعد حكم 15 سنة…
وبعد أن شاهد الجميع كيف انتهت القصة…
سيجرؤ أي شخص على تهديد فتاة أو ابتزازها؟
المؤكد أن الحكم أصبح **رسالة لا لبس فيها**:
“أي ابتزاز… أي تهديد… أي استغلال — مصيره السجن المشدد.”
ليس فقط في قرية يوسف…
بل في أي قرية، وأي مدينة، وأي مكان.
ماذا نتعلم من هذه القضية؟
1) لا تستجيب لأي ابتزاز مهما كان الخطأ الذي حدث**
القانون في صفك… والوقت الآن لصالحك وليس ضدك.
2) لا يوجد “مستحيل” في التتبع الرقمي**
رسائل الواتساب وحدها كانت كافية للحكم.
3) إرسال الصور برضاك لا يعني سقوط حقك القانوني**
حتى لو غلطت… **التهديد جريمة**.
4) الأسرة عندما تتصرف بسرعة تنقذ أبناءها من الانهيار**
بلاغ واحد غيّر مصير القضية بالكامل.
5) الحكم رسالة للمجتمع كله**
“لا أحد فوق القانون… والابتزاز لن يمر.”
خلاصة
قضية يوسف وجاسمن ليست مجرد حكم قضائي، بل **علامة فارقة** في تطوير الوعي القانوني تجاه جرائم الإنترنت.
حكم الـ15 سنة وضع حدًا واضحًا وصريحًا للابتزاز الإلكتروني، وأعاد الثقة لدى الفتيات بأن **القانون يحميهن مهما كانت ظروف الخطأ**.
وإذا كان السؤال:
**هل سيتكرر هذا في القرية؟**
فالجواب:
بعد هذا الحكم؟… **مستحيل تقريبًا.**
حكم محكمة جنايات المنيا بالسجن المشدد 15 سنة على شاب هدّد فتاة بنشر صور خاصة، رغم أنها أرسلتها له برضاها. تعرف على تفاصيل القضية، ورد المحكمة، ولماذا يعد الحكم رسالة رادعة للابتزاز الإلكتروني بالمجتمع.
الابتزاز الإلكتروني، حكم جنايات المنيا، قضية يوسف وجاسمن، صور خاصة، تهديد على الواتساب، القانون المصري، جرائم تقنية المعلومات، جرائم الإنترنت، حماية الفتيات، عقوبة الابتزاز، حكم المحكمة، السجن المشدد، الردع القانوني.