تحرر فلسطين… الحلم الذي لا يموت

تحرر فلسطين… الحلم الذي لا يموت

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

منذ أكثر من سبعة عقود، وفلسطين تقف شامخة بين جراحها، تروي للعالم قصة شعبٍ لم يعرف الانكسار، وأرضٍ لا تقبل النسيان. إنها ليست مجرد قضية سياسية، بل قضية الحرية والكرامة والهوية، قضية الأرض المقدسة التي احتضنت الأنبياء وشهدت على ظلمٍ لم يعرف له التاريخ مثيلًا. إن تحرر فلسطين ليس حلمًا عابرًا، بل مسيرة نضالٍ إنسانيٍّ وأخلاقي تعبّر عن صرخة الشعوب المقهورة في وجه الاحتلال والظلم.


1. فلسطين.. الجرح والهوية

فلسطين ليست مجرد قطعة أرضٍ على الخريطة، بل رمزٌ للهوية والعقيدة، ومهدٌ للحضارات منذ آلاف السنين. من القدس التي تحمل في حجارتها عبق الأنبياء، إلى غزة التي تصمد تحت النار كأنها جبل لا يهتز، تبقى فلسطين عنوانًا للعزّة والإصرار.

لقد حاول الاحتلال بكل أدواته طمس الهوية الفلسطينية، لكنه فشل أمام إصرار طفلٍ يحمل حجرًا، وأمٍّ تودّع شهيدها بفخر، ومجاهدٍ يرى في الموت حياةً للوطن. وهكذا تبقى قضية فلسطين حية لا تموت، لأنها محفورة في قلوب الأحرار في كل زمان ومكان.


2. الاحتلال ومحاولات كسر الإرادة

منذ النكبة، لم يكن الاحتلال الإسرائيلي مجرد سيطرة عسكرية، بل مشروعًا استعماريًا متكاملًا هدفه محو الوجود الفلسطيني ماديًا وثقافيًا. من هدم البيوت وسلب الأراضي، إلى الاعتقالات والقصف والحصار والتضليل الإعلامي، لم يُطفئ ذلك شعلة المقاومة.

بل على العكس، زادت هذه المعاناة الفلسطينيين قوةً وصلابةً وإيمانًا بحقهم في أرضهم. فكل بيت يُهدم يولد خلفه ألف مقاوم، وكل شهيدٍ يُدفن يزرع في الأرض وعدًا جديدًا بالتحرير.


3. المقاومة… من الحجر إلى الصاروخ

منذ الانتفاضة الأولى، حين حمل الأطفال الحجارة في وجه الدبابات، أدرك العالم أن هذا الشعب لا يُهزم. لقد تحولت المقاومة الفلسطينية مع الزمن من رمزٍ شعبي إلى قوةٍ منظّمة، أثبتت قدرتها على الدفاع عن أرضها وردع العدوان رغم الفارق الكبير في العتاد والسلاح.

كانت المقاومة تجسيدًا للإيمان العميق بأن الأرض تُسترد ولا تُمنح، وأن الحرية ثمنها التضحية. ورغم الحصار، بقيت غزة رمزًا للصمود، لتُثبت أن تحرر فلسطين ممكن مهما طال الزمن.


4. دعم الشعوب العربية والعالم الحر

Image result for تحرر فلسطين… الحلم الذي لا يموت

من المهم أن ندرك أن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة بأكملها. على مرّ العقود، لم تتوقف الشعوب العربية والإسلامية عن مناصرة فلسطين، رغم محاولات تغييب القضية إعلاميًا وسياسيًا.

من المظاهرات في العواصم العربية، إلى الدعم الإنساني والطبي، ومن حملات التضامن العالمية إلى المقاطعة الاقتصادية للعدو، بقيت فلسطين رمز الضمير العالمي. بل إن راية فلسطين تُرفع اليوم في شوارع لندن وواشنطن وكيب تاون، كرمزٍ للحرية ورفض الظلم في كل مكان.


5. القدس… قلب المعركة

القدس ليست مجرد مدينة، بل قلب فلسطين النابض ورمز العقيدة والوعد الإلهي. ففيها المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد ﷺ. ولذلك فإن تحرر القدس هو جوهر تحرر فلسطين بأكملها.

يدرك الاحتلال هذه الحقيقة جيدًا، ولذلك يحاول تهويدها وتغيير ملامحها وسرقة هويتها. لكنّ أهل القدس، بصلابتهم وصبرهم، يُفشلون كل يوم هذه المحاولات، متمسكين بمفاتيح بيوتهم وحقهم في أرضهم مهما طال الزمن.


6. الشباب الفلسطيني… جيل لا يعرف الخوف

على الرغم من الحصار والقهر، نشأ جيلٌ فلسطيني جديد يحمل في قلبه الأمل والعزيمة. جيلٌ تعلّم أن الحرية لا تُستجدى، بل تُنتزع. من طلاب الجامعات الذين يبدعون في مجالات التكنولوجيا والطب والعلم رغم القيود، إلى المقاومين الذين يسهرون على الحدود، يتجدد النبض الفلسطيني في كل شابٍ وشابة يرفضون الخضوع للاحتلال.

إنهم جيل فلسطين الحر، الذين يؤمنون بأن تحرير الأرض يبدأ بتحرير الوعي.


7. الطريق إلى التحرر

إن تحرر فلسطين لا يأتي بالسلاح وحده، بل بوحدة الصف والإرادة، وبإيمان الشعوب بعدالة قضيتها. الوحدة الفلسطينية الحقيقية، والوعي العربي الجمعي، والموقف الدولي الصادق، هي مفاتيح النصر القادمة.

ومن ناحية أخرى، يجب أن ندرك أن معركة اليوم ليست فقط عسكرية، بل إعلامية ووعيّة وثقافية، هدفها حماية الرواية الفلسطينية من التزوير، وإيصال صوت المظلوم إلى كل العالم.


8. الأمل الذي لا يموت

مهما طال الليل، سيأتي فجر الحرية. لقد أثبت التاريخ أن الشعوب لا تُهزم إذا تمسكت بحقها. فكما تحررت الجزائر، وجنوب إفريقيا، والهند، ستتحرر فلسطين.

إنها قضية أجيالٍ متعاقبة لا تموت بالتقادم، لأن جذورها ممتدة في الإيمان والعقيدة والكرامة الإنسانية. وسيظل الأمل حيًا في قلوب الأحرار بأن القدس ستعود، والأذان سيرتفع في الأقصى حرًا، مهما طال الظلم والليل.


خاتمة

تحرر فلسطين ليس حلمًا بعيدًا، بل وعدُ أحرار الأرض ووعدُ السماء. إنها مسيرة طويلة، مليئة بالتضحيات والدموع، لكنها أيضًا مليئة بالعزّة والإيمان. فستبقى فلسطين في القلب، وستبقى القدس قبلة الأحرار حتى تعود الأرض إلى أهلها، ويرتفع الأذان في الأقصى بلا احتلال ولا جدار.

“وَلَيَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ” – وعد الله، ووعد الله حق.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

121

متابعهم

73

متابعهم

16

مقالات مشابة
-