زيارة اللواء حسن رشاد لاسرائيل
🟥 زيارة اللواء حسن رشاد لاسرائيل

📍 بعد أسابيع من إعلان اتفاق شرم الشيخ للسلام، الذي رعته مصر والولايات المتحدة،
بدأت تظهر تشققات خطيرة في معسكر الوسطاء، تحديدًا بين القاهرة وتل أبيب، حول “من يدير غزة؟ ومن يحميها؟”.
وفق التسريبات الصادرة عن يسرائيل هايوم، فإن مصر تتحرك بقوة لتشكيل قوة دولية رباعية (مصر – أذربيجان – تركيا – إندونيسيا) قوامها 4000 جندي، تتولى مهام الفصل الميداني وتأمين المعابر، وهو ما رفضته إسرائيل بشدة.
🎯 هذا الخلاف ليس عارضًا، بل يعكس تصادم رؤيتين استراتيجيتين لمستقبل غزة:
🔹 الرؤية المصرية: “السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بوجود قوة عربية – إسلامية على الأرض لضمان الاستقرار.”
🔹 الرؤية الإسرائيلية: “الاستقرار يعني السيطرة الأمنية المباشرة لإسرائيل ومنع أي نفوذ تركي أو عربي جديد.”
🟧 ثانيًا: جوهر الخلاف — “من يملك المفاتيح على الأرض؟”
1. من ناحية القاهرة:
🔹 مصر تريد أن تكون القوة الرباعية درعًا للفصل بين إسرائيل وحماس، تمنع أي اشتباك أو انهيار للهدنة.
🔹 ترى أن الوجود المصري والإقليمي المباشر في غزة يضمن سيطرة منضبطة، ويمنع إسرائيل من تجاوز الاتفاق أو إعادة احتلال القطاع.
🔹 القاهرة تدرك أن تأخر الانتشار سيعيد الفوضى، لذلك تصر على نشر القوة فورًا قبل تنفيذ عملية نزع السلاح.
2. من ناحية تل أبيب:
🔹 إسرائيل تعتبر دخول تركيا إلى أي ترتيبات أمنية “خطًا أحمر”، وتصفها بأنها “حليف غير موثوق.”
🔹 تخشى أن تتحول القوة الدولية إلى قيدٍ على حرية الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملياته الاستباقية.
🔹 ترفض كذلك إشراك أي عناصر من السلطة الفلسطينية، وتُصر على “نموذج أمني خاضع للرقابة الإسرائيلية الكاملة.”
🎯 النتيجة:
كل طرف يريد “ضمان أمنه” من خلال إدارة ما بعد الحرب، لكنهما يستخدمان أدوات مختلفة: مصر تريد شرعية دولية وإقليمية، بينما إسرائيل تريد هيمنة ميدانية مطلقة.
🟩 ثالثًا: البُعد الأميركي — “الوسيط الذي يحاول تفكيك القنبلة”
التحركات الأميركية الأخيرة (وصول نائب الرئيس جيه دي فانس، وجاريد كوشنر، وستيف ويتكوف) = تشير إلى أن واشنطن تدرك حجم الأزمة وتخشى انهيار الخطة قبل تنفيذها الكامل.
📌 الإدارة الأميركية تحاول الموازنة بين الطرفين:
🔹 طمأنة إسرائيل بأن القوة الدولية لن تحدّ من عملياتها الأمنية.
🔹وضمان لمصر أن القوة ستكون تحت إشراف مشترك أميركي – مصري.
لكن واشنطن تعلم أن أي تصعيد سياسي بين القاهرة وتل أبيب قد يُعيد المشهد إلى نقطة الصفر، ويدفع الأطراف الأخرى (قطر، تركيا) لتوسيع نفوذها من الفراغ الحاصل.
🎯 لذلك، تتجه واشنطن لتفعيل “آلية رقابة مشتركة”
تجمع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لمتابعة عملية الانتشار وتوزيع المهام داخل غزة.
🟨 رابعًا: البعد العربي – “انسحاب الحلفاء بهدوء”
الأنباء عن تراجع الحماس الإماراتي والسعودي للمشاركة في الإعمار تعكس حالة “الارتباك الإقليمي” الناتجة عن تعدد مراكز القرار.
📊 الأسباب:
🔹 قلق خليجي من النفوذ القطري–التركي في ترتيبات ما بعد الحرب.
🔹 غياب رؤية واضحة لكيفية نزع سلاح حماس أو التعامل مع الأمن الداخلي للقطاع.
🔹 الخوف من أن تتحول أموال الإعمار إلى أدوات نفوذ سياسي.
🎯 التأثير:
انسحاب أو تجميد المشاركة الخليجية سيُضعف التمويل ويزيد الضغط على مصر والولايات المتحدة لتأمين الموارد، مما قد يخلق “فراغًا سياسيًا واقتصاديًا” يصب في مصلحة حماس أو الميليشيات المحلية.
🟦 خامسًا: التوقيت والمخاطر الميدانية — “الوقت يعمل ضد الجميع”
القاهرة ترى أن تأخير نشر القوة الرباعية يعني:
🔹 احتمالية عودة المواجهات في مناطق مثل رفح وخان يونس.
🔹 استمرار فوضى السلاح والعشائر المسلحة داخل غزة.
🔹 انهيار مسار الثقة مع الفصائل الفلسطينية.
🔹 بينما ترى إسرائيل أن أي تدخل سريع دون نزع السلاح يعني:
🔹 تثبيت واقع جديد غير محسوب في الأمن الحدودي.
🔹 فقدان السيطرة على مسار “العمليات الوقائية” ضد ما تعتبره “جيوب مقاومة.”
🎯 المفارقة:
كلا الطرفين يخاف من الفوضى، لكن أحدهما يريد مواجهتها بالتواجد الميداني،
والآخر يريد مواجهتها بالتأجيل والتجفيف الأمني.
🟫 سادسًا: دلالات الموقف الإستراتيجي — “بداية اختبار التحالف المصري–الأميركي”
حتى الآن، القاهرة وواشنطن تتحركان بتنسيق عالٍ، لكن هذا الخلاف مع إسرائيل يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج:
هل تنحاز لحليفها الإسرائيلي أم لشريكها الإقليمي المصري؟
📍 التقدير المبدئي:
واشنطن ستحاول تجنّب الصدام العلني، لكنها ستدعم نشر القوة بشكل محدود وتدريجي لإرضاء الجانبين.
ومع ذلك، فإن استمرار الرفض الإسرائيلي قد يدفع مصر إلى تصعيد سياسي دبلوماسي، ربما عبر الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لتدويل الملف الأمني في غزة.
🎯 النتيجة المحتملة:
إذا لم تُحلّ الخلافات خلال الأيام القادمة، فإن “خطة السلام” برمتها قد تدخل مرحلة الشلل، ويبدأ صراع جديد عنوانه: من يحكم غزة؟
⚜️ التقدير النهائي:
احنا قدام أخطر مرحلة في مسار اتفاق شرم الشيخ: ليست حربًا بين جيشين، بل صراع إرادات بين دولتين كانتا محور السلام.
القاهرة تريد “سلامًا برعاية عربية – دولية”، وتل أبيب تريد “سلامًا تحت السيطرة الإسرائيلية”.
والنتيجة: الشرق الأوسط يقف على حافة “حرب باردة جديدة”، حرب سياسية بين مصر وإسرائيل، عنوانها هذه المرة:
“من يحكم غزة... ومن يضمن السلام؟”
شكرا ليكم واتمني جدا تقولوا رأيكم في التعليقات وشكرا .